أكد رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل الشيخ عبد الباري الزمزمي أن مساندة علماء المغرب للدستور الجديد ودعوتهم للمغاربة، بالتصويت بنعم عليه، هو "موقف شرعي لخدمة الإسلام والدفاع عنه في وجه خصومه". وأوضح الزمزمي أن الدستور الجديد أكد على جوهرية الإسلام في المغرب، وأنه رسخ علاقة الإسلام بالشأن العام ضد دعاة فصل الدين عن السياسة. وقال "لقد ذكر الدستور الجديد مجلس العلماء والعلاقة بينه وبين الملك، ولذلك من الطبيعي أن يساند مجلس العلماء الدستور لأنهم جزء منه.كما أن العلماء في المغرب يساندون الدستور الجديد لسبب وجيه وهو أن خصوم الإسلام يدعون إلى عزل السياسة عن الإسلام، وأن الدولة تسير بنمط حضاري لا علاقة لها بالإسلام، حتى أن واحدة ساهمت في صياغة الدستور خرجت لتقول بأنه لا يمكن أن تسير الدولة بمرجعية دينية، ولكن الدستور أكد حضور الإسلام في الحياة العامة، ومن هنا فمساندة علماء الإسلام للدستور هي موقف شرعي يدافع عن الإسلام في وجه خصومه". ووصف الزمزمي المعارضين للاستفتاء على الدستور بأنهم "أقلية"، وأن موقفهم "عبثي"، وقال "ليس كل الذين خرجوا للتظاهر يعارضون الدستور، فالذين يعارضون الدستور أقلية، هناك أطراف يسارية متطرفة تعارض الدستور، وجماعة العدل والإحسان المنعزلة ولا حضور قوياً لها، أما الغالبية فيساندون الدستور. ولا أعتقد أن هناك أي مجال للوقيعة بين العلماء والملك كما قلت سابقا، وهؤلاء الرافضون للدستور والمقاطعون هم أصحاب موقف سلبي عبثي لا سند شرعي له على الإطلاق"، على حد تعبيره.