أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن حكومته ستدفع آخر ديونها البالغة 400 مليون دولار، لصندوق النقد الدولي، بحلول 14 أيار/مايو المقبل. وأوضح أردوغان، خلال كلمته أمام اجتماع كتلة حزبه البرلمانية في أنقرة، اليوم، أن الحكومة التركية ستنهي بذلك ملف الديون الخارجية لتركيا، الذي امتد لعشرات السنوات، بعد أن وصلت إلى أكثر من 23 مليار دولار. وكشف أردوغان أن تركيا ستتحول إلى مدينة لصندوق النقد الدولي، الذي طلب منها قرضاً بقيمة خمسة مليارات دولار، مؤكدا أن المفاوضات لا تزال جارية من أجل إتمام عملية الإقراض. ووصف أردوغان تركيا بأنها الدولة التي بقيت مستدينة لعشرات السنين، إلا أنها أصبحت في موقف الدائنة للجهة التي كانت قد استدانت منها. من ناحية أخرى، كشف أردوغان أن احتياطات النقد في المصرف المركزي لبلاده بلغت أكثر من 125 مليار دولار، في وقت تدفع فيه 16 بالمئة من الضرائب كفوائد، وتخصص الباقي للاستثمار، منتقدا الحكومات السابقة التي كانت تدفع 86% كفوائد فقط. واتهم أردوغان الحكومات السابقة أيضا بإفراغها لصناديق البلاد وخزائنها، فيما عملت حكومته في عشر سنوات من أجل إعادة إملائها، وقد نجحت في ذلك، مشيرا إلى أن هذا يعتبر قمة الوطنية في البلاد. وجدد أردوغان انتقاده لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كلجدار أوغلو، الذي يستمر في حملة الإساءة للبلاد، واصفا عمله بأنه بكاء على أبواب الدول الخارجية بحجة الدفاع عن الصحفيين، وهذا ما فعله مؤخرا في إنكلترا، بعد زيارته لها عقب زيارة وتصرفات مماثلة قام بها في البرتغال. وتساءل أردوغان إن كانت المعارضة البريطانية، قد تتطرقت لاعتقال سلطات بلادها 50 صحفيا، ستة منهم اعتقلوا إبان زيارة كلجدار أوغلو إليها، أمام الرأي العام الدولي، أو أنها تستجدي أي شيء بالبكاء وذرف الدموع. وأكد أردوغان أن سيستمر في طريق إحلال السلام في البلاد، والمساواة بين جميع أبناء البلاد بمختلف عرقياتهم وقومياتهم، متعهدا بمحاربة الإرهاب، ووقف جريان الدماء في البلاد، دون تقديم أي حلول للإرهابيين سوى ترك السلاح.