بعد رفض العديد من الجماعات والأحزاب المعارضة الجلوس إلى طاولة الحوار مع اللجنة الملكية المكلفة بإجراء مشاورات من أجل إدخال إصلاحات ديمقراطية على الدستور المغربي، أصدر الملك محمد السادس عفوا على جزء من المعتقلين السياسيين، من بينهم ناشطين صحراويين وبعض الإسلاميين، اعتبرت خطوة لتلطيف الأجواء مع معارضة الشارع. فقد تم صباح اليوم الخميس إطلاق سراح القادة الإسلاميين المصطفى معتصم، ومحمد المرواني، ومحمد أمين الركالة، وماء العينين العبادلة، وعبد الحفيظ السريت الذين كانوا متابعين في إطار ما عرف بخلية بلعريج الإرهابية ولكن المنظمات الحقوقية كانت تعتبرهم من معتقلي الرأي. كما تم إطلاق سراح عبد العزيز الحاضي الذي كان يتابع في إطار قضايا تتعلق بالإرهاب. وفي ندوة صحفية بالرباط، عبر كل من المصطفى معتصم ومحمد المرواني ومحمد أمين الركالة وماء العينين العبادلة وعبد الحفيظ السريتي، عن شكرهم وامتنانهم لكل الفعاليات السياسية والحقوقية وهيئة الدفاع وكافة القوى الوطنية والدولية وعائلاتهم، على تضامنها معهم ومساهمتها في إطلاق سراحهم. وخص مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري الذي تم حله من قبل الحكومة المغربية، بالشكر من وصفهم ب"صغار هذه الأمة" في إشارة إلى شباب "حركة 20 فبراير". وقال المعتصم، الذي كان الوحيد من تحدث في الندوة الصحافية بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان عقب إطلاق سراحه رفقة رفاقه الأربعة، "نشكر صغار هذه الأمة الذين هم أكبر خبرائها". كما شكر المعتصم هيئة الدفاع الذين وصفهم ب"المحامين الأشاوس الشجعان، الذي لم يبخلوا بالجهد الوقت لمساندتنا، كما أشكر جمعية الدفاع وخاصة محمد بنسعيد آيت يدر، وأشكر أيضا وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والتي لم تعمل، أبدا، على طمس قضيتنا، كما أشكر عائلاتنا، التي عانت معنا". وأعرب المفرج عنهم، خلال هذه الندوة، التي حضرها عدد من الفعاليات الحقوقية والسياسية وهيئات ومنظمات المجتمع المدني وعائلات المفرج عنهم، عن تضامنهم مع "كل معتقلي الرأي الذين لا يزالون داخل السجون"، مؤكدين "مواصلة نضالهم، إلى جانب كافة المنظمات والهيئات الحقوقية، من أجل إطلاق سراحهم". وسجلوا، في كلماتهم بالمناسبة، أن هذا اللقاء يشكل لحظة مشرقة بفضل الجهود التي بذلت من أجل الإفراج عنهم، ولحظة نضال من أجل الكرامة والحري". من جهة أخرى أفادت وزارة العدل، في بلاغ لها اليوم الخميس، أن الأمر يتعلق بالعفو مما تبقى من العقوبة السالبة للحرية لفائدة 96 سجينا، وتحويل عقوبة الإعدام الى السجن المحدد لفائدة 5 سجناء ، وتحويل عقوبة السجن المؤبد إلى السجن المحدد لفائدة 37 سجينا، والتخفيض من العقوبة السالبة للحرية لفائدة 52 سجينا. ويأتي قرار العفو، بحسب البلاغ، "استجابة للملتمس المرفوع إلى النظر المولوي السديد من طرف رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان وأمينه العام. وعلم أن غالبية المفرج عنهم ينتمون إلى ما سمي بتيار السلفية الجهادية. علم من مصادر موثوقة مقربة من أوساط المحاماة بالدار البيضاء أن القاضي المكلف بالتحقيق التكميلي من طرف هيئة المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء أصدر اليوم الخميس 14 أبريل 2011 أمرا بالإفراج المؤقت عن الناشطين الصحراويين علي سالم التامك وابراهيم دحان وأحمد الناصرين وهي الخطوة التي رحبت بها جبهة البوليساريو. وأوضح المصدر ذاته أن غرفة الجنايات الإستئنافية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء أصدرت اليوم أيضا قرارا يقضي بالافراج المؤقت عن المعتقل أحمد محمود هدي المدعو (الكينان). وفي تصريح لأندلس برس، تعليقا على هذا النبأ، عبر ممثل جبهة البوليساريو بمدريد، بوشراية بيون، عن ارتياحه "لسماع هذا النبأ السار"، معتبرا أن "المغرب يريد أن يظهر للمجتمع الدولي أنه يتقدم في ملف حقوق الإنسان وهو ما نتمناه صادقين". وقال بيون إن جبهة البوليساريو "ترحب بهذه الخطوة ولكنها تتمنى الإفراج عن كل المعتقلين الصحراويين المتهمين بالخيانة وكذا الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين المحتجزين في السجون المغربية". المصدر: أندلس برس