أكد البطل الأولمبي والعالمي العداء الجزائري السابق نور الدين مرسلي أن الإنجازات الباهرة التي حققها العداء الأسطورة المغربي سعيد عويطة "سيحفظها التاريخ مدى الحياة، فهو من فتح أبواب المجد والتألق رياضيا لكافة العرب". وقال مرسلي ، في حديث لصحيفة (الهداف) الرياضية الجزائرية، نشرته اليوم الأحد، لى موقعها الإلكتروتي" قبل ظهور سعيد عويطة كان الأمريكيون والأوروبيون يبسطون سيطرتهم على رياضة ألعاب القوى، فبرز واكتسح الساحة ونال كل الألقاب والبطولات ورفع راية المغرب والعرب عاليا في سماء المحافل العالمية". واستحضر نور الدين مرسلي باعتزاز كبير أول لقاء جمعة بسعيد عويطة في المكسيك سنة 1990 والذي أكد أنه لن ينساه أبد الدهر ،مضيفا بنبرة مفعمة بالود والتقدير" لقد دعاني يومها إلى عشاء وجمعني به حديث مطول، زودني فيه بالنصائح والإرشادات و قال لي إنني أتميز بفنيات عالية وسأكون خليفته في المضمار". لقد رفع معنوياتي من أوّل لقاء جمعني به، يضيف نور الدين مرسلي ، وأثبت لي أنه " ليس أنانيا، لقد كان البطل الأولمبي والعالمي في تلك الفترة، وصاحب كل الأرقام القياسية العالمية، ومع ذلك شجعني كي أكون خليفته، إنه مثال في التواضع ." وتابع مرسلي "عويطة رفع رايتنا عاليا لسنوات عدّة، فجئت من بعده وحملت المشعل، وكنت أفضل خلف لخير سلف، فجاء بعدنا هشام الكروج وحمل المشعل بدوره وبسط سيطرتنا على 1500 متر هو الآخر، وكأن التاريخ أراد أن يقرب بين الجزائر والمغرب، أراد أن يجمع بيننا، لكنني اليوم أتأسف لأننا لم نعد نسيطر على سباق 1500 متر لا نحن ولا الأشقاء . فمنذ اعتزال الكروج فقدنا هذه الريادة ". وعبر مرسلي عن الأمل في أن تنجب الرياضة الجزائرية أو المغربية رياضيين يستعيدون المشعل من جديد "لأن قصتنا جميلة وجميلة جدا مع هذا السباق". وبخصوص مباراة اليوم بين المنتخبين الجزائري والمغربي قال "أتمنى أن تكون عرسا بأتم معنى الكلمة، وأن تسودها الروح الرياضية العالية دون أن تخرج عن إطارها الرياضي ". وفي هذا السياق قال نور الدين مرسلي، صاحب الأرقام القياسية العالمية المتعددة "كل تجاربي السابقة كرياضي أكدت لي أننا إخوة وأشقاء، بكل صراحة المغاربة أصحاب مواقف، أنا شخصيا كنت عندما أتنافس في مختلف بلدان العالم في المسابقات الدولية والعالمية، أجد المغاربة في المدرجات وهم يحملون رايات المغرب والجزائر، يأتون من أجل تشجيعي ومناصرتي ". وتابع مرسلي "لك أن تتصور كيف كانوا يسعدون لإنجازاتي وكأن من حاز على الميدالية أو فاز بأي سباق مغربي وليس جزائريا، هم يعتبرون الجزائر والمغرب بلدا واحدا، كانوا يقتربون مني ويقولون لي بصريح العبارة: "لقد شرفت كل العرب والمغاربة"، ألا يستحق شعب كهذا الحب؟ ألا تستحق تصرفاتهم تنويها وثناء? لذلك أنا أحبهم كثيرا وأحتفظ معهم بذكريات جميلة". ويذكر أن من أبرز إنجازات نور الدين مرسلي فوزه بالميدالية الذهبية في سباق 1500م في أولمبياد أتلانتا 1996 وبلقب بطولة العالم لالعاب القوى ثلاث مرات ( 1991 و 1993 و 1995 ) وتحطيمه للأرقام القياسية العالمي لمسافات 1500 م والمايل و2000م و 3000م و1000م داخل القاعة . كما توج عام 1994 أحسن عداء في العالم وهي السنة ذاتها التي فاز فيها بالجائزة الكبرى للاتحاد الدولي لألعاب القوى.