يلتقي فريقا برشلونة الإسباني وأرسنال الإنجليزي ذهابا وإيابا في إطار دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم، وستجري الجولة الأولى من النزال في ملعب الفريق الإنجليزي غدا الأربعاء. ويمكن القول أن هذا النزال يشكل نوعا من "صراع الأجيال" بالمعنى الإيجابي للكلمة، فالفرنسي أرسين فينجر، المدير الفني الذي يتولى تدريب الأرسنال منذ عام 1996 ، يعتبر أن حلمه هو أن يتمكن الفريق الذي صنعه من أن يقدم يوما ما الأداء الذي يخرج من أرجل أبناء كتالونيا تحت قيادة الشاب الذي أبدى دوما إعجابه به، بيب جوارديولا الذي حقق الكثير في 18 شهرا في عالم كرة المحترفين. فينجر لا يفتأ يمتدح البرسا بعبارات من قبيل "كرتهم فن"، ولا يتوقف عن الإشارة إلى نموذج جوارديولا، رغم أنه أكبر منه بواحد وعشرين عاما، عندما تنال منه سهام النقد لإصراره على الكرة الجميلة، حتى عندما توحي النتائج بأنه كان يتوجب عليه اللجوء إلى أساليب "أقل رومانتيكية". بل إن فكرة منافسة الأب-الابن قد تمتد أيضا للاعبين أنفسهم، ولاسيما بين تشافي هرناندث، قائد الأوركسترا الكتالونية، وخليفته المحتمل ومواطنه وصانع ألعاب الفريق الإنجليزي ثيسك فابريجاس. فقد "سرق" المدرب الفرنسي فابريجاس (22 عاما) وهو مراهق في ناشئي برشلونة عام 2003 ، لكن التكهن الذي يسيطر على الكرة الأوروبية طيلة العام الجاري هو أن الأخير يحن للرجوع إلى النادي الذي ترعرع بين أحضانه. بيد أنه إذا استطاع ثيسك الفوز بموقعة دور الثمانية، التي تقام جولتها الأولى الأربعاء في لندن، وإذا تمكن من ذلك عبر النقطة التي يتفوق فيها تماما على تشافي وهي تسجيل الأهداف (يتفوق عليه 14-2 كل في دوريه هذا الموسم)، فربما انتقل الجدل الدائر في إنجلترا إلى إسبانيا. وعلى العموم، فإن الفريق الكطلاني هو الممثل الوحيد لكرة القدم الإسبانية في هذه المنافسة القارية، والتي نعود ونكرر أنها محفوفة بالمخاطر، وخصوصا هذه السنة، للإرهاق الواضح البادي على اللاعبين، والذي يمكن أن يكون فاصلا في هذه المراحل المتقدمة، حيث يكون النصر أو الهزيمة مسألة تفاصيل بسيطة فقط.