حمل عدد من القيادات بحزب الأصالة والمعاصرة، الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، ما اعتبروه "نتائج الإذلال والإساءة التي لحقت بالحزب"، وذلك على خلفية اللقاء الذي جمع وهبي بسعد الدين العثماني الأمين العام للعدالة التنمية، يوم الأحد الماضي، الذي أثار موجة غضب داخل حزب الجرار. واعتبرت القيادات أن التصريحات التي جاءت على لسان قياديين لحزب العدالة والتنمية تسيئ لحزب الأصالة والمعاصرة، ومنها على وجه الخصوص ما صرح به الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عند حديثه عن " استقلالية القرار الحزبي" و " خدمة مصالح المواطنين" كشروط ضمنية لوضع "النقط على الحروف" وللتداول " في الصيغ الممكنة للعمل سويا"، أو تلك التي تحدثت عن " تصفية تركة الماضي، والحقائق الخفية، والصفحات المرعبة..". وشددت أن ذلك يضع هذا اللقاء في موقع الشبهة السياسية التي تدين القيادة الحالية وتضعها خارج الرهانات الحقيقية للحزب، وهويته، ومشروعه الحداثي الديمقراطي، بقبولها وضعية الذيلية، والالحاقية باستجداء خصم سياسي لطالما هاجم مؤسسي المشروع الحزبي وقياداته التي تعاقبت على المسؤولية، والاستمرار اليوم في نعت الحزب بأبشع وأحط النعوت التي وصلت إلى " اتهامات جنائية" رخيصة أمام صمت مخجل لمهندسي هذا اللقاء المشؤوم، على حد تعبيرهم. القيادات الرافضة للقاء، والتي خرجت ببيان موقع ب50 توقيعا، اعتبرت أن التشكيك في استقلالية القرار الحزبي، وفي خدمة المواطنين، وتوجيه اتهامات خطيرة للحزب، لا يمس فقط كل أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، أيا كان موقعهم ومسؤولياتهم فقط، بل يضرب في العمق مشروعية تواجد الحزب في المشهد السياسي ويشكك في تواجده. وزاد المصدر، أن التحريفية التي لحقت الحزب جراء تشويه منطلقاته التأسيسة، وتموقعاته داخل المشهد السياسي الوطني بحثا عن تموقعات فجة، وتحالفات هجينة، ومناصب حكومية، لا يسيء للمسار السياسي والنضالي للأجيال التي تعاقبت على المسؤولية داخل الحزب، بل يضرب في العمق التوازنات السياسية المطلوبة في المشهد الحزبي، ويمسخ الفعل السياسي القائم على تباين المنطلقات والمرجعيات. ووجهت قيادات تيار بنشماس رسالة إلى "القيادة المتنفذة التي تسير الحزب باسم تيار بعينه"، تشدد فيها على أنها هي من تتحمل المسؤولية السياسية الكاملة عن تبعات ونتائج هذه الخرجات المذلة والمسيئة لكل المنتسبات والمنتسبين لهذا المشروع الذي راهن عليه المغاربة ، على حد تعبيرهم.