ندد المشاركون في ندوة أكاديمية دولية حول الصحراء المغربية، نظمت السبت بسانتياغو بمبادرة من مركز الدراسات المغاربية للأمريكتين، الذي يتخذ من العاصمة الشيلية مقرا له، بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها البوليساريو في مخيمات تندوف. وفي مداخلة له بالمناسبة، استعرض الناشط الحقوقي الصحراوي، عبد الوهاب الكاين، الكاتب العام لمرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها قادة البوليساريو ضد المحتجزين بمخيمات تندوف. وقال الناشط الصحراوي إن البوليساريو “لا تقبل بوجود أي صوت معارض لخطها الانفصالي وتقمع بشدة معارضيها في ظل إفلات تام من العقاب، وفي تحد سافر للتشريعات الدولية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان”، مذكرا بأن المساعدات الدولية الموجهة للمحتجزين بتندوف يتم اختلاسها بشكل ممنهج لأهداف تتعلق باغتناء انفصاليي البوليساريو بشكل غير شرعي وتضخيم حساباتهم البنكية في الخارج بشكل أكبر وتمويل أنشطتهم غير القانونية. من جهته، ندد المحلل السياسي الشيلي، أندريس غريمبلات، ب “أجواء الرعب” التي تفرضها البوليساريو داخل مخيمات تندوف حيث الساكنة الصحراوية محتجزة ومحرومة من أبسط حرياتها الأساسية. وأكد المتخصص في مجال التواصل والخبير في العلاقات الدولية، أن الاقاليم الجنوبية للمغرب توفر، في المقابل، إطار حياة ديمقراطية متطورة ومندمجة تحترم حقوق الإنسان. وأضاف غريمبلات الذي يشغل منصب مدير بمركز الدراسات المغاربية للأمريكتين، أن المخطط المغربي للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية مقترح “عادل وقادر على خلق التنمية”، ويحظى، فضلا عن ذلك، بترحيب المجتمع الدولي الذي يصفه ب”الجدي وذي المصداقية”. وشدد الخبير الشيلي، خلال هذه الندوة، التي انطلقت أشغالها أول أمس الجمعة، على أن هذه المبادرة تندرج في إطار التزام المملكة المغربية التي اختارت إرساء دينامية ايجابية وبناءة للتفاوض حول وضع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية. وشكلت الندوة فرصة للتطرق إلى العديد من المحاور المتعلقة على الخصوص بقضية الصحراء ومكانة المغرب في افريقيا ومقترح الحكم الذاتي للصحراء والحل السلمي للنزاعات. كما انكب المشاركون، في إطار مجموعات عمل، على تدارس محاور تشمل “حقوق الانسان” و”دور المرأة والمجتمع المدني في العالم المعاصر”. وتضمن برنامج الندوة العديد من اللقاءات قدم خلالها أساتذة وخبراء بارزون تحليلاتهم ووجهات نظرهم حول القضايا الراهنة المرتبطة بالمنطقة المغاربية، فيما تقاسم ممثلو المجتمع المدني والوسط السياسي آراءهم مع الحضور والمؤتمرين. يذكر أن مركز الدراسات المغاربية للأمريكتين يضم في صفوفه ثلة من الجامعيين والاساتذة والمثقفين وممثلي المنظمات الاجتماعية والثقافية بأمريكا اللاتينية ويسعى على الخصوص الى إنجاز دراسات حول المنطقة المغاربية والتعريف، بشكل أكاديمي، بواقع بلدانها من خلال منظور إيجابي يروم تعزيز البحث عن دعم لفائدة السلام والثقافة والحوار.