ذكرت مصادر صحراوية اليوم الأحد أن مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف تعيش منذ يوم أمس حالة من الفوضى والسخط كرد فعل إزاء قيام القوات الجزائرية بإقامة جدار رملي عازل حول مخيمات تندوف يعزل بصفة نهائية كل مخيم عن المخيمات الأخرى ويعزل المخيمات جميعها عن المحيط الخارجي، مما أصبح لزاما معه مرور كل من يدخل المخيمات أو يخرج منها عبر نقط تفتيش تشرف عليها قوات جزائرية. أ,أكدت ذات المصادر أن قوات الأمن الجزائرية أصبحت تملك من الصلاحيات ما يسمح لها دخول المخيمات دون تصريح ويعطيها الحق في ملاحقة أي كان داخلها، فيما يمنع تنقل أي كان بين المخيمات إلا بتصريح خاص رأت فيه الساكنة الصحراوية تطاولا على حريتها المنتهكة أصلا، وإمعانا في إذلالها من طرف القوات الجزائرية التي لا تدخر جهدا في استغلال كل حدث أو واقعة لزيادة التضييق على اللاجئين الصحراويين. وأمام هذا الوضع الذي أسمته ذات المصادر ب"الحصار الرهيب والسياسة الجزائرية الجديدة في تضييق الخناق على الصحراويين المدعوم بصمت البوليساريو وقادتها بحجة محاربة الإرهاب والوضع القائم بمالي والخوف من تكرار عمليات اختطاف داخل المخيمات"، فإن أعضاء منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا بفورساتين يرفضون إقامة الحواجز الرملية وينددون بحرمان العوائل من تبادل الزيارات والتنقل بحرية وبالعزلة التي باتت تعيشها المخيمات الصحراوية بعد إقامة تلك الحواجز. وأعرب المنتدى عن استنكاره لصمت قيادة البوليساريو إزاء التدخل السافر للقوات الجزائرية في شؤون اللاجئين الصحراويين، ويحملونه المسؤولية التامة عن الوضع المتأزم الذي تعيشه المخيمات. كما يطالب مفوضية غوث اللاجئين بالتدخل لأجل حماية اللاجئين وضمان تمتيعهم بحقهم في التنقل والرعي وزيارة الأهل والأقارب والسفر بحرية. كما يدعوا منتدى فورساتين المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية إلى تنظيم حملة دولية لكسر الحصار المفروض على المخيمات باعتباره يمس من حقوق لاجئين صحراويين مستضعفين تقع مسؤولية حمايتهم على عاتق المنتظم الدولي وكل الضمائر الحية في العالم.