لا يكاد يمر أسبوع، دون إعلان عمليات إغاثة وإنقاذ مهاجرين يحاولون قطع البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا، انطلاقا من المغرب، ما يؤكد تكثيف مافيات الهجرة السرية لأنشطتها بالسواحل الشمالية للمملكة، منذ توتر الأوضاع في ليبيا. آخر عمليات الإنقاذ، أعلنها خفر السواحل الإسباني صباح اليوم السبت، حين تدخلت سفينة “سالفامنتو ماريتيمو” لإنقاذ 72 رجلاً وأربع نساء كانوا على متن زورقين في عرض بحر البوران، انطلاقا من السواحل المغربية. وقبل ثلاثة أيام، أبحرت السفية ذاتها، لإنقاذ 67 مرشحاً للهجرة، على بعد 5 أميال جنوب جزيرة ألبوران، وجميعهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا على متن زورقين انطلقا من شمال المغرب، حسب ما نشرته وكالة “ايفي” الإسبانية. تزايد نشاط مافيات الهجرة بالسواحل الشمالية للمغرب، أكده تقرير أصدره نهاية شهر مارس الماضي، مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالمغرب، وأورد الأخير في تقريره، أن 60 في المائة من محاولات الهجرة إلى أوروبا عبر المغرب تمت عن طريق قوارب الموت، فيما 20 في المائة فقط من المرشحين للهجرة، حاولوا تجاوز السياجات الحدودية الفاصلة لدخول دينتي سبتة ومليلية. وسجل التقرير ذاته، أنه خلال الربع الأول من العام 2018، حاول أزيد من 4000 مهاجر الوصول إلى الضفة الأوروبية. وفي بداية شهر أبريل الماضي، سجلت حالات وفاة مهاجرين مغاربة حاولوا الهجرة من السواحل الشمالية نحو أوروبا، وذكرت السلطات المحلية لولاية جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، حينها، أن قاربا مطاطيا كان يقل مرشحين للهجرة “غير الشرعية”، قد غرق، قرابة الساعة الرابعة من صباح يوم الاثنين 9 أبريل، بشاطئ هوارة، بجماعة غزناية التابعة لعمالة طنجة -أصيلة، ما تسبب في هلاك 6 أشخاص من بينهم 4 مغاربة. من جهته، كشف تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، أن نسبة المهاجرين من سواحل المغرب نحو أوروبا ارتفعت ب22 في المائة، خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام 2018، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2017، ونسبة المغاربة منه 17 في المائة، في المقابل انخفض عدد المرشحين للهجرة إلى إيطاليا عبر السواحل الليبية بنسبة 77 في المائة. هذا الوضع، دفع بالمفوضية الأوروبية لاقتراح زيادة في ميزانية حماية أمن الحدود والرفع من عناصره.