افتتح العرب في اليوم الرابع من منافسات دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في لندن رصيدهم من الميدالية حيث طوق المصري علاء الدين ابو القاسم عنقه بالميدالية الفضية في منافسات سلاح الشيش في المبارزة، والقطري ناصر العطية ببرونزية السكيت في الرماية. وحقق ابو القاسم (22 عاما) انجازا لافتا لانه تخطى بطل العالم الحالي الايطالي اندريا كاسارا بمعدل 15 لمسة مقابل 10، ليصبح بالتالي اول رياضي افريقي يبلغ الدور نصف النهائي في اختصاصه. وكان تغلب في الدور الاول على الاميركي شاملي واطسون بنتيجة 15-10، وفي الدور الثاني على الالماني بيتر يوبيتش بالنتيجة نفسها، وفي نصف النهائي على الكوري الجنوبي تشوي بيونغ شوي 15-12. وفي المباراة النهائية صمد ابو القاسم طويلا امام الصيني شينغ لي 13-15 في لقاء تقدم به 13-11 قبل نهاية المباراة بدقيقة ونصف الدقيقة. وتبدلت هوية الفائز في النهائي اكثر من مرة، حيث تقدم الصيني بفارق 3 نقاط (8-5) في نهاية الجولة الاولى، ورد المصري التحية بالفارق ذاته في الثانية (6-3)، ثم تقدم 13-11 قبل نهاية الجولة الثالثة بدقيقة ونصف الدقيقة وكان على بعد لمستين فقط من الذهبية لكن الصيني سجل اربع نقاط متتالية ليخرج فائزا. واصيب ابو القاسم في يده اليسرى الذي يستعمله في اللعب وخضع للعلاج قبل ان يكمل المباراة. وابو القاسم هو مصنف ثامنا عالميا وبطل العالم للشباب عام 2010. وكانت افضل نتيجة للاعب افريقي في الفردي لهذه الرياضة المركز السابع للتونسية عزة بسباس عام 2008 في سلاح الحسام للفردي والفرق، بينما احرز المنتخب المصري للرجال المركز الرابع في سلاح الشيش عام 1954. وكانت التونسية سارة بسباس شقيقة عزة، خرجت امس من الدور ربع النهائي لمسابقة سلاح سيف المبارزة بخسارتها امام الالمانية بريتا هايدمان 12-15. يذكر ان اخر ميدالية مصرية في الالعاب الاولمبية حققها لاعب الجودو هشام مصباح وكان من المعدن البرونزي في وزن دون 90 كلغ في دورة بكين عام 2008. في المقابل، تكللت المشاركة الخامسة في الالعاب للقطري العطية بالنجاح عندما انتزع برونزية السكيت بحلوله ثالثا بعد جولة تمايز مع الروسي فاليري شومين. وقد اصاب العطية 144 طبقا من اصل 150 متساويا مع شومين، فلعبا جولة تمايز بينهما حسمها القطري في مصلحته (6-5). وكان الفوز من نصيب الاميركي فنسنت هانكوك (148 طبقا)، في حين حل الدنماركي اندريس غولدينغ ثانيا (146). وهي الميدالية الثالثة لقطر في تاريخ مشاركاتها في الالعاب الاولمبية بعد برونزية العداء محمد سليمان في سباق 1500 م في برشلونة 1992، وبرونزية اسعد سعيد سيف في رفع الاثقال لوزن 105 كلغ في سيدني 2000. وكان العطية العربي الوحيد الذي بلغ الدور النهائي الذي شارك فيه افضل ستة رماة من اصل 36 شاركوا في خمس جولات، ثلاث منها امس الاثنين، واثنتان اليوم. وقد اصاب العطية 121 طبقا من اصل 125 على الشكل التالي: 25 طبقا من اصل 25 في الجولة الاولى، ثم 23 في الثانية، و24 في الثالثة، و24 في الرابعة، و25 في الخامسة، ثم 23 طبقا في الدور النهائي. وعوض العطية بالتالي اخفاقه في اعتلاء منصة التتويج في اثينا عام 2004 عندما خسر جولة التمايز في تلك النسخة. والعطية بطل متعدد المواهب وصل الى اعلى المراتب العالمية ان كان في عالم السيارات من خلال سباقات السرعة او السباقات الصحراوية، فتوج بطلا لرالي داكار العام الماضي، واحرز بطولة الشرق الاوسط للراليات سبع مرات، او في الرماية التي عادل فيها الرقم العالمي لمنافسات السكيت. العطية الذي فشل في الاحتفاظ بلقب برالي داكار هذا العام بسبب عطل ميكانيكي في سيارته اضطره الى الانسحاب مبكرا، توجه بسرعة من منافسات رالي داكار بعد انسحابه الى الدوحة للمشاركة في بطولة اسيا في كانون الثاني/يناير الماضي، والتي حجز فيها بطاقته الى نهائيات لندن، وليس هذا فقط، بل انه عادل الرقم العالمي في منافسات السكيت باصابته 150 طبقا من 150. تعلم العطية (42 عاما) الرماية من والده، كما ان شقيقه عبد العزيز ينافس في بطولات الرماية القطرية. كان الرامي القطري قريبا من الصعود الى منصة التتويج في الدورات الاولمبية، فاصاب 120 طبقا في اتلانتا 1996، و145 في سيدني، وكانت افضل نتائجه في اثينا 2004 حين اصاب 147 طبقا وحل رابعا، ثم تراجع مستواه في بكين 2008 مسجلا 117 طبقا. يذكر ان باقي الرماة العرب لم يتمكنوا من بلوغ الدور النهائي، وقد خرج الشيخ الاماراتي سعيد ال مكتوم باصابته 118 طبقا (المركز 13)، والمصري مصطفى حمدي باصابته 117 طبقا (المركز 18)، والكويتي عبدالله الرشيدي 116 طبقا (المركز 21)، والسعودي ماجد التميمي 111 طبقا (المركز 29)، والمصري عزمي محيلبة 108 اطباق (المركز 36). واعلن العطية ان احراز الميدالية البرونزية في الالعاب الاولمبية أمر يستحق العناء، مؤكدا في الوقت ذاته انه سيواصل مسيرته أملا في احراز الذهب في النسخة المقبلة في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016. وقال العطية في تصريح لفرانس برس "انا سعيد طبعا لاحراز أول ميدالية قطرية وعربية في اولمبياد لندن". وتابع "اضطررت الى فسخ عقدي مع شركة السيارات التي كنت ارتبط معها لتجهيز سيارتي في رالي داكار، وقد دفعت اموالا كثيرة لكسر هذا العقد لكي اتدرب لاشهر قليلة للالعاب الاولمبية، ولكن تبين اليوم ان الامر يستحق العناء وايضا دفع كل هذه التكاليف". واضاف "ان احراز ميدالية لبلادي في هذا المحفل العالمي أهم من اي امور اخرى". ورفض البطل القطري الاكتفاء بما حققه في لندن قائلا "سأواصل مسيرتي في الرماية آملا في احراز الذهبية في المرة المقبلة عام 2016".