فككت السلطات الموريتانية شبكة دولية متخصصة في التنقيب عن الذهب بمدينة الزويرات، التي تقع في أقصى الشمال الموريتاني على الحدود مع مناطق الصحراء المغربية. وكشفت مصادر خاصة أن الدرك الموريتاني أوقف مساء الأحد مافيا متمرسة في التنقيب عن المعادن بكبريات مدن الصحراء، تضم عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية وأجانب راكموا ثروات طائلة من وراء التهريب الدولي غير القانوني ل”الذهب الصحراوي”. وأحالت السلطات الموريتانية بالناحية العسكرية الثالثة عناصر البوليساريو والأجانب الموقوفين على قسم الشرطة بمدينة الزويرات؛ وذلك بعد حجز مجموعة من معدات التنقيب في حوزتهم. ومدينة الزويرات، التي تبعد عن العاصمة نواكشوط بنحو 750 كلم تقريباً، هي منطقة منجمية يتواجد فيها عناصر البوليساريو بشكل كبير بحكم قربها من جنوب مخيمات تندوف، حيث يقومون بالمتاجرة في جميع أنواع الممنوعات، خصوصا أن المساعدات الغذائية الصحراوية تمر عبر المدينة التي يشتكي سكانها من تنامي ظاهرة الاتجار بالأسلحة. وسبق للجيش المغربي أن استنفر عناصره بالمناطق الحدودية الصحراوية بعد اقتراب عمليات التنقيب عن الذهب من مناطق عسكرية محظورة، وتزامنت مع سماح الحكومة الموريتانية لمواطنيها بالتنقيب عن الذهب بشروط مسبقة. وتتستر جبهة البوليساريو على مافيات تهريب الذهب في المناطق التي تعتبرها “محررة” وتقع تحت وصايتها، إذ كشفت تقارير سابقة تورط قياداتها في عمليات نهب ثروات الصحراء خارج إطار القانون. وكانت معطيات كشفت ارتفاع الطلب على معدات التنقيب التي باتت في متناول الكثيرين بعد دخول ماركات صينية رخيصة، وتخصص بعض الموريتانيين والصحراويين المتمرسين في التنقيب في تقديم المساعدة للراغبين في ذلك من سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة في ولاية الداخلة. ويبلغ سعر جهاز التنقيب حسب مصادر صحراوية ما بين 25 و30 ألف درهم، حسب نوعية الجهاز. تحقيق سابق أجرته مواقع مقربة من البوليساريو أظهر كيف تتم عمليات التنقيب غير القانونية تحت رعاية القادة العسكريين للجبهة، إذ يتم التعاقد مع خبراء سودانيين وأجانب من أجل استخراج الذهب ليلاً، ثم بعد ذلك تهريبه إلى مدينة الزويرات لبيعه.