أشرف بنكيران شخصيا ورسميا ، خلال الأشغال التاريخية للمجلس الوطني الأخير ، على تحقيق الانتصار المنهجي الاكير في سلسلة الانتصارات التي قاد معاركها بنجاح استثنائي توتجت بتبويئ حزب العدالة والتنمية موقع الصدارة في المشهد الحزبي والمؤسساتي الوطني بلا منازع. فقد أصر الزعيم على تحقيق ثلاثة أمور كبيرة وحاسمة، أغلقت بشكل نهائي، قوس " الفتنة " ( كما سماها بحق ) والتي حشر فيها الحزب لمدة تجاوزت الستة أشهر. – الأمر الأول ، خلق رفيع لا يتأتى إلا للكبار..طوى به المرحلة تسامحا وتغافرا مع الجميع ، مع الدعوة للنظر للمستقبل واستشراف الآتي من التحديات بروح إيجابية وصف متراص ، مع التأكيد على أن وحدة الحزب خط أحمر وأن الاستمرار في العمل الجماعي المشترك خيار لا رجعة فيه. الأمر الثاني ، إصراره في كلمته التاطيرية على توفير مناخ الحرية والمسؤولية لمناقشة كل الإشكاليات المطروحة في إطار مبادئ الحزب وأخلاق مرجعيته الإسلامية، واستماعه لساعات طوال لكل المداخلات التي فاقت مائة وستين مداخلة ، يستوي عنده في ذلك من يقول بالرأي ومن يقول بنقيضه. – الأمر الثالث ، رفضه الصريح والعلني والقاطع ترحيل الخلاف والاختلاف للمؤتمر الوطني ضدا على بعض المواقف التي اجتهدت في تغليب قراءة مرجوحة لقوانين الحزب وما جرى به العمل في علاقة المجلس الوطني بإعداد جداول أعمال المؤتمرات السابقة. بهذا الموقف الكبير والمسؤولية التاريخية أمن الزعيم المؤتمر الوطني وعبد الطريق لإنجازه في مناخ ديمقراطي حر ضد أي تشويش داخلي ، كما قطع الطريق بهذا الوعي النوعي الفريد على كل السيناريوهات التي " وضعت " لإدخال الحزب في دوامة الاضطراب والتراجع والاضمحلال. فتحية إكبار وإجلال للزعيم بنكيران..والله غالب على أمره. .ولكن أكثر الناس لا يعلمون.