ما تزال "حروب" التنديد والتنديد المضاد مستمرة حول المشاكل في نقاط المعابر بين مليلية والمغرب على الرغم من المحادثات الهاتفية التي جرت بين العاهل الاسباني خوان كارلوس والملك محمد الخامس والتي أفضت إلى الاتفاق لإزالة التوتر الجاري بسبب بعض "المشاكل الصغيرة" على الحدود بين البلدين. فبعد التنديد المغربي المتواصل منذ منتصف شهر يونيو ضد المعاملة السيئة والاعتداء الجسدي ضد مواطنين مغاربة في نقاط المعابر الحدودية في مليلية وما صدر عنها من بلاغات منددة "بالانزلاق العنصري" للبوليس الاسباني تجاه المغاربة. جاء التنديد هذه المرة من قبل النقابة الموحدة للشرطة الاسبانية "سوب" يوم أمس ضد يافطة في الجانب المغربي للحدود "تسخر" من الشرطيات الاسبانيات وزملائهم، حيث أنهم باتوا يشعرون "بالإهانة" و "التجريم" من قبل اليافطة التي تضم صورة ليدين ملطختين بالدماء بجانب عدة صور لبعض عناصر بوليسية معظمهم من الجنس اللطيف، وفقا لمصادر الشرطة. وأكدت النقابة المذكورة أن البوليس يعيش في وضع يرثى له من "الضغوط التي لا تطاق" في ظل هذا المسلسل من الاستفزازات والمضايقات. وقال الأمين العام للنقابة الموحدة للبوليس في مليلية خوليان ميان أنه منذ عدة أيام رفع بعض الموطنين المغاربة هذه اليافطة "المهينة" في وجه عناصر البوليس على الجانب الآخر للحدود "في عرض من السخرية"، ولم ينتهي الأمر عند ذلك بل تم نصب اليافطة يوم أمس في الجانب المغربي لمعبر بني نصار "بموافقة" الشرطة المغربية ولذا فهي وحدها التي يمكنها سحب اليافطة. هذا ومن جهة أخرى نددت ،أيضا، الكونفدرالية الاسبانية للبوليس "ثيب" بمحاولة اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية التلاعب بصورة تندد "بالاعتداءات العنصرية" التي يعاني منها المواطنين المغاربة. وفي هذا السياق أشارة إلى أن الشخص المعتقل ليس مغربيا، بل هو مواطن اسباني ملاحق بالتحقيق منذ فترة بتهم المتاجرة بالمخدرات وارتباطه بجرائم ضد الصحة العامة. وصرح الأمين العام للكونفدرالية الاسبانية للشرطة اغناسيو لوبث لصحيفة "الموندو" أن الاتهامات المغربية "بالعنصرية" ضد السلطات البوليسية الاسبانية والتي تكثفت في الآونة الأخيرة تعتبر "اختراع مغربي لخلق التوتر". وأكد في هذا السياق أن الملك محمد السادس "كذاب". وجاء في بيان صادر عن الكونفدرالية المذكورة "أن التلاعب بالأحداث المزعومة في مليلية يعتبر نموذج جديد باستخدام ضغط الهجرة كسلاح سياسي في العلاقات المغربية مع إسبانيا".