تفجرت قبل شهور فضيحة عصابة ملثمين بالرباط، دفعت المديرية العامة للأمن الوطني إلى إصدار بلاغ لطمأنة المواطنين، بتفكيك العصابة، دون أن تشير إلى أن زعيمتها زوجة شرطي يشتغل بالعاصمة الإدارية للمملكة. وكانت زوجة «البوليسي» صديقة محامين وموظفين بالمحكمة الابتدائية بالرباط، إذ فور علمهم بسقوطها وتزعمها للعصابة صدموا بالواقعة، وظلوا مذهولين من العمليات التي نفذتها، بعدما استنتج المحققون أنها العقل المدبر في تنفيذ جرائم السرقات تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض. اختارت زعيمة العصابة أربعة أشخاص في مقتبل العمر، ضمنهم موقوف من ذوي السوابق، وأوهمتهم بأن زوجها يريد الزواج من صاحبة صالون للحلاقة، وما عليهم سوى مساعدتها في الانتقام مقابل المال، فاستعملت سيارة مسجلة في ملكية وكالة السيارات، واكتراها زوجها للسفر إلى مكناس، ونفذت العملية الأولى، بعدما ارتدت قناعا لتتوجه رفقة مساعديها نحو محل للحلاقة بحي حسان، فداهموه وشرعت لوحدها في تهديد زبونات المحل بسيف في حال صراخهن أو مقاومتهن، فيما تكفل باقي أفراد العصابة بتفتيش سبع زبونات، واستولوا على مبالغهن المالية ومجوهراتهن وهواتفهن، بينما ظلت الجانية تحرس محل السرقة، مرتدية لثاما. وبعدما نجحت العملية الأولى، انتقلت المتهمة رفقة الجناة إلى محل حلاقة آخر بحي أكدال، ونفذوا سرقة مشابهة واستولوا على أغراض زبونتين، مستعملين سيارة زوج زعيمة العصابة، وفروا من مسرح الجريمة، ما تسبب في حالة استنفار أمني قصوى، تدخلت إثره مختلف وحدات الأمن العاملة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي فككت العصابة، وحجزت السيارة المستعملة في تنفيذ السرقات، كما سقط مهاجر مغربي بالإمارات العربية المتحدة رفقة خليلته، بعدما تبين أنه يتوفر على هاتف إحدى الضحيات، وضبطته الشرطة رفقة العشيقة، ووضعا مع المتهمين رهن الحراسة النظرية. وأثناء نقل الموقوفين إلى مقر النيابة العامة وانتظارهم مرحلة الاستنطاق، نشب خلاف بين زوجة رجل الأمن وخليلة المهاجر، تحول إلى مواجهة عنيفة بينهما، واقتلعا شعر بعضهما بالقوة، وتدخلت شرطيات عاملات بأمن الجلسات لفض النزاع بينهما، وأثناء استنطاق النيابة العامة صرح المتهمون، أن زوجة الشرطي أوهمتهم بأنها تريد حل مشكلتها مع عشيقة زوجها، إلا أنهم وجدوا أنفسهم متهمين بالسرقة. وحسب ما صرح به أفراد العصابة كانت زعيمتهم تدعي أن زوجها عميد شرطة بالرباط، وأظهرت الأبحاث أنه مقدم شرطة فقط، واكترى السيارة مقابل السفر إلى مكناس، وبعدها استغلتها الموقوفة في عمليات السرقات تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، وأكدوا أن المتهمة الرئيسية كانت تحمل سيفا وهي ترتدي لثاما ويقوم أحد شركائها بتفتيش جيوب النساء وحافظاتهن والاستيلاء على أغراضهن، من حلي ومبالغ مالية وهواتف محمولة.