كشفت وكالة بلومبرج للأنباء، اليوم الجمعة 4 مارس الجاري، عن ارتفاع أسعار القمح إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، في ظل المخاوف المتصاعدة من حدوث نقص عالمي في الإمدادات. ووفق ذات المصادر فإنه تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في منع كييف من تسليم أكثر من 25 في المائة من صادرات المحصول. كما أشارت بلومبرج إلى أن أسعار القمح في سبيلها لتسجل ارتفاعا قياسيا بنسبة 40 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا وقيام الولاياتالمتحدة وأوروبا بفرض عقوبات شاملة على موسكو. وقد أدت الحرب إلى إغلاق موانئ التصدير الرئيسية في أوكرانيا، وتعطيل الخدمات اللوجيسيتة ووسائل النقل. كما تهدد الاشتباكات المستمرة بين القوات الروسية والأوكرانية زراعة المحاصيل خلال الأشهر المقبلة. هذا، ووقفت تجارة القمح مع روسيا إلى حد كبير، حيث يجد المشترون صعوبة في التغلب على العقوبات المعقدة التي فرضها الغرب على موسكو، ورفضهم دفع تكاليف مرتفعة مقابل عمليات التأمين والشحن.ويشار إلى أنه تعد روسياوأوكرانيا كذلك من الموردين الرئيسيين للذرة والشعير وزيت عباد الشمس. وقد ارتفعت أسعار الذرة إلى أعلى مستوى لها منذ 2012، في حين سجلت أسعار زيت فول الصويا وزيت النخيل مستويات قياسية. وقفرت أسعار العقود الآجلة للقمح إلى أقصى حد لها في بورصة شيكاغو اليوم الجمعة، حيث ارتفع سعر الإردب من 6,6 في المائة إلى 12.09 في المائة. وتشير التوقعات إلى أن أسعار القمح ستسجل مزيدا من الارتفاع؛ وهو ما يزيد الضغوط على التضخم في أسعار المواد الغذائية، ويعمق معضلة محافظي البنوك المركزية بشأن مدى رفع أسعار الفائدة في وقت تضر فيه الحرب والعقوبات النمو وتلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي لفترة طويلة مقبلة.