كشفت مصادر جدّ مقربة من الرئاسة الجزائرية أن فرحة الرئيس عبد المجيد تبّون لم تدم إلاّ سويعات حتّى نزل عليه الخبر المشؤوم الذي حوّل كأس العرب إلى هديّة مسمومة.. عبر تجسيمه لخريطة المغرب كاملة مكمولة بصحرائه نحو الگرگرات.. كجزء من خريطة الوطن العربي التي لفّت رأس الكأس الذهبيّة.. وتؤكد الاخبار الواردة هناك أن إجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي بحضور الجنيرال شنقريحة خرجوا بقرار عدم إدخال هذه الكأس الملغومة إلى الوطن الجزائري..أرض الشهداء ومكة الثوار معتبرين ذلك مؤامرة تستهدف توابث ومبادئ الثورة الجزائرية.. من طرف الصهيونية العالمية والعدو المخزني إلى جانب القوى المعادية للجزائر البلد الوحيد المناضل من أجل الشعوب المضطهدة.. وخاصة الشعب الصحراوي.. وبعدها فلسطين.. شخصيّا انتزع منّي الرئيس تبون وعصابته كامل الإحترام والتقدير بهذ الموقف المنسجم مع جملة قرارات سابقة تسير في اتجاه الدفاع عن قناعاتهم المبدئية حدّ أن هناك وزير خاص بملف الصحراء المغربية السيد عمر بلاني بمعية ستة آخرين بقيادة الشيخ لعمامرة. فهذا العامل يكفي أن يكون سببا في عدم قبول كأس العرب.. دون أن ننسى منشورا لوزير التعليم العالي الجزائري تحت اسم (حرب الخريطة المغربية) في الملتقيات الدولية.. وآخرها ما جادت به تلك النشرة الجوية بالوقوف عن الحالة المناخية بالعيون المحتلة.. هذه عوامل ومواقف سابقة تجعل من النظام الجزائري يرفض بالمرة قبول هذا الفوز بكأس ذهبية لكنها مسمومة.. احتراما لوصية الرعيل الأول من شهداء الثورة الجزائرية.. ويرى أغلبية المراقبين من خلال الموقف البطولي شهامة ومصداقية النظام الجزائري كجبهة لآخر قلاع الصمود بالوطن العربي.. والعالم نفس المراقبين – تضيف مصادرنا- أنّها لم تنقل ما وقع بل ما يجب أن يقع.. ولن يقع.. فالصحراء المغربية ستدخل إلى مكتب الرئيس الجزائري رغماً عن أنفه.. وسيزيّن بها أثاث مكتبه تساعده على التذكر بأن هذه الأقاليم قد طويت صحفها وجفت الأقلام بعد القرار الأممى الأخير..وأن النزهة في المناطق العازلة خلف الجدار الشرقي تؤدي مباشرة إلى المقبرة تذكره دائما بأن المبارة انتهت لصالح بلدنا الذي جعل النظام اليوم أينما ولّى وجهه يجد المغرب.. في يمينه.. أويراه في يساره.. أو يسمع صداه خلفه.. نعم خلفه وبمكتبه وعلى يسار العلم الجزائري توجد صورة للتبوريدا المغربية التي اعتبرتها منظمة اليونيسكوا تراثا لامادّياً باسم المغرب.. بل إن موقع المنظمة أطلق ملصقا ترويجيا وباللغات الثلاث والأهم بخريطة مغربية إلى حدوده مع موريتانيا.. لذلك فالرئيس أمام اختيارين: القبول بالأمر الواقع وهو الصواب له ولمصلحة بلده ولشعوب المنطقة..ولا أعتقد ذلك.. وإما أن تزيل كل رموز حضارتنا وتستمر من غبائك لمعاكسة مجرى الأحداث والتاريخ.. و إما أن تحتفظ بالكأس وبصحرائه.. وتحدفها في الملصق الترويجي للألعاب المتوسطية بوهران فذلك لن يغير اي شيء في واقع الجغرافيا.. لكن العالم سيزداد قناعة بتفاهة هذ النظام الجزائري وصبيانيته جعلت من الجزائر اليوم البلد الأقل أمناً حسب آخر تقرير.. التقرير نفسه الذي يجعل من تنظيم التظاهرة المتوسطية وهران 2022 قاب قوسين أو أدنى.. أما قمة الجامعة العربية في مارس المقبل.. فبين ثنايا البيان الختامي لدول مجلس الخليج مؤخرا ذات الصلة بالمصالح الحيويّة لبلدنا.. قد حولت حلم الرئيس تبّون رئاسة الجامعة العربية إلى أضغاث أحلام...وأوهام.