نقلت صحيفة "إلباييس" عن مصادر إسبانية مقربة من المفاوضات حول عقد العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، التي أعلنت الجزائر الحسم في عدم تجديده عبر قرار لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يوم أمس الأحد، إن "إسبانيا مستهدفة أيضا من هذه الخطوة، وليس المغرب فقط"، معتبرة أن البلاد ستعيش امتحانا خلال فصل الشتاء سيُظهر ما إذا كان الجزائريون قادرين بالفعل على تأمين حاجياتها من الغاز الطبيعي عبر خط "ميد غاز". وأوردت تلك المصادر، وفق "الصحيفة"، "تابعت عن كثب المفاوضات الثلاثية بأن خط أنابيب الغاز"، أنه سيكون "من الخطأ الاعتقاد بأن إغلاق الخط هو قرار تتخذه الجزائر ضد المغرب فقط، وأنه أمر لا يهمنا"، مضيفة "الجزائر تبعث رسالة أيضا إلى إسبانيا، لأن هذا الأجراء سيجعلها أكثر عرضة للخطر"، وهو الخطاب نفسه الذي سبق للمعارضة الإسبانية أن وجهته للحكومة باعتبارها أنها خضعت للضغط الجزائري دون الحسم في تأمين حاجيات المواطنين من الغاز. وأوضحت "إلباييس" أن حكومة بيدرو سانشيز حاولت تغيير الموقف الجزائري الذي يريد استبدال الخط المغاربي الأوروبي الأكبر والأكثر قدرة على نقل الغاز والذي تمر معظم أجزائه في البر، بخط "ميد غاز" ذي القدرة الأقل والمار وسط البحر، حيث سافرت وزيرة الانتقال البيئي والنائبة الثالثة لرئيس الحكومة، تيريزا ريبيرا، إلى الجزائر يوم الأربعاء الماضي للاجتماع مع العديد من المسؤولين الجزائريين، لكنها لم تنجح في مسعاها. وسيكون الاختبار الحقيقي لفعالية القرار الجزائري في فصل الشتاء، مع توقعات بتسجيل طقس هو الأكثر برودة منذ 29 عاما وزيادة الطلب على الغاز لمستويات قياسية، ويمثل هذا الأمر مخاطرة بالنسبة لإسبانيا فبعد أن كان اعتمادها على الغاز الجزائري قد تراجع من 51 في المائة سنة 2018 إلى 33 في المائة سنة 2019 ثم 29 في المائة سنة 2020، عاد سنة 2021 ليرتفع إلى 47 في المائة، وفق تأكيدات شركة "إينا غاز". وحتى مع تفاقم التصعيد ضد المغرب، لم تتخل الجزائر عن نقل دفعات كبيرة من الغاز إلى إسبانيا عبر الخط المغاربي الأوروبي MEG الذي لم يتوقف العمل به تماما إلا اليوم الاثنين نتيجة انتهاء العقد، إذ خلال العام الجاري استُخدم لنقل 6 مليارات متر مكعب من أصل 15 مليارا ذهبت إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط، في حين استُخدم خط "ميد غاز" لنقل 8 ملايين متر مكعب، ما يطرح علامات استفهام حول قدرته على تأمين باقي الكمية بشكل طبيعي حاليا.