نشرت الحكومة الأميركية أكثر من 2800 ملف عن اغتيال الرئيس جون كينيدي في 22 نونبر 1963. وفيما يعكف القراء والمؤرخون والباحثون والصحافيون على التنقيب في هذه الوثائق، ننشر أدناه أهم ما كشفت عنه هذه التنقيبات حتى الآن. تحذير أف بي آي لشرطة دالاس حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" شرطة مدينة دالاس بولاية تكساس من وجود تهديد بقتل لي هارفي اوزولد الذي اعتُقل بتهمة اغتيال الرئيس، بحسب مذكرة من مدير المكتب ادغار هوفر. ولكن شرطة المدينة فشلت في حمايته. وكتب هوفر في 24 نونبر 1963: "ان مكتبنا في دالاس تلقى ليل البارحة اتصالًا من رجل كان يتحدث بصوت هادئ قائلًا انه عضو لجنة شُكلت لقتل اوزولد. وأبلغنا على الفور قائد الشرطة الذي أكد لنا ان اوزولد سيُحاط بحماية كافية. وهذا الصباح اتصلنا بقائد الشرطة مرة أخرى محذرين من احتمال وجود محاولة ضد اوزولد ومرة أخرى أكد لنا احاطته بحماية كافية. ولكن هذا لم يحدث". مخاوف سوفيتية من ضربة صاروخية اعتبر القادة السوفيت ان اوزولد "مهووس عصابي خان بلده وكل شيء آخر"، بحسب مذكرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي تابعت ردود الفعل السوفيتية على اغتيال كينيدي. واعرب المسؤولون السوفيت عن مخاوفهم من وجود مؤامرة وراء اغتيال كينيدي ربما حاكها انقلاب يميني ضد الرئيس أو خَلَفه ليندون جونسون. كما ابدوا مخاوف من اندلاع حرب في اعقاب موت الرئيس. وجاء في المذكرة: "ان مصدرنا قال ايضًا إن المسؤولين السوفيت يخشون جنرالًا لا مسؤولاً في الولاياتالمتحدة قد يشن هجومًا صاروخيًا على الاتحاد السوفيتي بعد ان اصبحت أميركا بلا قيادة". سعادة كوبا بالاغتيال قال الزعيم الكوبي فيدل كاسترو لأعضاء في الكونغرس الاميركي ان بلاده لم تكن ضالعة في مؤامرة الاغتيال حين زار محققون من مجلس النواب الاميركي الجزيرة في عام 1978. ولكن رد فعل السفير الكوبي في واشنطن كان بعد الاغتيال "غبطة سعيدة"، على حد وصف مذكرة من وكالة المخابرات المركزية "سي آي أيه". اوزولد تحدث مع عضو في خلية اغتيالات تابعة للمخابرات السوفيتية وفقاً لاتصال هاتفي اعترضته الاستخبارات الاميركية في مكسيكو ستي، فان اوزولد زار السفارة السوفيتية في العاصمة المكسيكية يوم 28 سبتمبر 1963 وتحدث مع القنصل فاليري فلاديميروفيتش كوستيكوف. ثم اتصل اوزولد بالسفارة في 1 اكتوبر مقدماً نفسه بالاسم ومتحدثاً بلغة روسية ركيكة حين سأل الحارس الذي رد عليه إن كان هناك "ما هو جديد بشأن البرقية الى واشنطن". وتصف وكالة المخابرات المركزية كوستيكوف بأنه "ضابط في جهاز المخابرات السوفيتية كي جي بي" وعضو القسم 13 في الجهاز، وهي وحدة "مسؤولة عن اعمال التخريب والاغتيالات"، بحسب احدى الوثائق. البحث عن اوزولد قبل الاغتيال كان قسم أف بي آي في دالاس يبحث عن اوزولد في اكتوبر 1963، بحسب مذكرات من احد اقسام المكتب في نيو اورليانز. وكتب ضابط في القسم ان اوزولد موضع اهتمام "بحسب مصادر كوبية" وان الضابط نقل هذه المعلومة الى سلطات دالاس. وجاء في المذكرة "ان هذا الضابط يجري تحقيقات الآن لمعرفة مكان لي هارفي اوزولد". جاك روبي كان على علاقة طيبة بشرطة دالاس كان جاك روبي الذي قتل اوزولد بعد يومين على اعتقاله يدير شبكة دعارة وبيع مشروبات كحولية دون ان تتدخل الشرطة في نشاطاته هذه، بحسب احد مخبري أف بي آي قبل ايام على مقتل اوزولد على يده. ولكن المخبر اعرب عن استغرابه لأن روبي قتل اوزولد بدلاً من اصابته في ساقه. قلق أف بي آي من انتشار نظريات المؤامرة في مذكرة بتاريخ 24 نونبر بدأت مخاوف تساور هوفر من انتشار نظريات المؤامرة بعد الاغتيال. وكتب انه يريد اصدار شيء "نستطيع ان نقنع به الجمهور بأن اوزولد هو القاتل الحقيقي". مؤامرات سي آي ايه لاغتيال زعماء في أنحاء العالم تتضمن الوثاق التي نُشرت تفاصيل مؤامرات مختلفة حاكتها وكالة المخابرات المركزية "سي آي أيه" لاغتيال زعماء أجانب غالبيتها استهدفت الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وبحسب وثيقة بتاريخ 1975 فإن سي آي أيه فكرت في اغتيال الزعيم الكونغولي باتريس لومومبا والرئيس الاندونيسي احمد سوكارنو إبان الستينات. وفي 14 شتنبر 1962 بحث اجتماع حضره كبار مستشاري كينيدي بينهم شقيقه المدعي العام روبرت كينيدي جملة خيارات ضد كوبا بينها تخريب قطع غيار لطائرات استوردتها كوبا من كندا. وتبين إيصالات وحسابات مالية لمشاريع سرية إنفاق عشرات آلاف الدولارات لتمويل نشاطات معادية للشيوعية وامدادات واسلحة موجهة الى كوبا وأخرى الى جمهورية الدومنيكان والكونغو وفيتنام الشمالية والجنوبية. تحذير صحيفة بريطانية محلية قبيل الاغتيال تلقى مراسل في صحيفة كامبردج ايفننغ نيوز المحلية البريطانية اتصالًا من مجهول يقول له أن يتصل بالسفارة الاميركية وينقل اليها اخبارًا مهمة قبل دقائق على اغتيال كينيدي، بحسب مذكرة من نائب مدير سي آي أيه الى مدير أف بي آي. واشارت المذكرة الى ان الاستخبارات البريطانية قدرت ان الاتصال حدث قبل 25 دقيقة فقط على مقتل الرئيس. وثائق لم تُكشف منع الرئيس دونالد ترمب نشر عدد غير معروف من الملفات، قائلا إنه فعل ذلك لأسباب تتعلق بالأمن القومي قدمها أف بي آي وسي آي أيه. وأمرهما بمراجعة الوثائق التي ما زالت سرية بحوزتهما خلال الأشهر الستة المقبلة وحدد موعداً جديداً هو 26 أبريل 2018.