في الوقت الذي يتقدم فيه تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس على الأرض، هاتف إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لإبلاغه بتفاصيل الاتفاق الذي وقع يوم الخميس الماضي. اتصال هنية بالعثماني جاء في سياق اتصالات مماثلة جرت في اليوم نفسه (أول أمس الثلاثاء) بكل من الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، والرئيس السوداني عمر البشير، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، علاوة على رئيس المخابرات المصرية العامة خالد فوزي، الذي أشرف على إنجاز الاتفاق ويتابع تنفيذه. ولم تعلن رئاسة الحكومة الاتصال الهاتفي، لكن حركة حماس نشرت مقتطفات تفيد بأن هنية استعرض، خلال حديثه مع العثماني، «تفاصيل اتفاق المصالحة الفلسطينية»، كما أبلغه بالتطورات في مدينة القدسالمحتلة، ومحاولات إسرائيل تهويد المعالم الإسلامية فيها. واعتبر هنية أن تلك التطورات هي التي دفعت «باتجاه المضي قدما في اتخاذ قرار جريء بتحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة كل هذه التحديات». ونقل موقع حركة حماس عن العثماني «سعادته الكبيرة بالاتفاق»، معربا عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى «خروج الشعب الفلسطيني وقطاع غزة من المعاناة التي يمران بها». وخاطب العثماني هنيّة بقوله إن «كل ما يسركم ويخفف عنكم ندعمه ونؤيده، ونتمنى لكم التوفيق، ونهنئ الشعب الفلسطيني على هذا الاتفاق، وستجدون منا المساعدة والدعم إلى أن تتحرر فلسطين بإذن الله». وكانت حركتا فتح وحماس قد توصلتا إلى اتفاق المصالحة يوم الخميس الماضي في القاهرة، برعاية مصرية، وتم الشروع في تنفيذ بنوده، ومن المقرر أن تلتقي كل الفصائل الفلسطينية يوم 11 نونبر المقبل من أجل دراسة بنود المصالحة الواردة في اتفاق «الوفاق الوطني الفلسطيني» لسنة 2011، الذي يرمي إلى إعادة النظر في منظمة التحرير الفلسطينية، والأمن، والانتخابات، والمصالحات الوطنية، واللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني، والمعتقلين.