لم يكتف العديد من نشطاء الريف بالإحجام عن الاحتفال بعيد الأضحى, تضامنا مع معتقلي الريف القابعين في سجون الحسيمة والدار البيضاء, بل تعدى ذلك إلى الخروج إلى الشارع من جديد لإعلان رفضهم استمرار اعتقال نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة والمناطق المجاورة, وعلى رأسهم قائد الحراك المعتقل إحتياطيا بسجن عكاشة ناصر الزفزافي. وإذا كان العديد من النشطاء في الحسيمة, قد لبسوا عباءة شبيهة بعباءة الزفزافي التي ظهر بها في «الفيديو» الشهير خلال فترة اعتقاله, تضامنا معه ومع رفاقه في السجن, فإن نشطاء إمزورن خرجوا في مسيرة احتجاجية بحي «أيت موسى وأعمر» بمدينة إمزورن الواقعة على بعد 14 كلم من مدينة الحسيمة, تنديدا باستمرار هذه الاعتقالات, وطلبا الإفراج عنهم. وزيادة على الشعارات التي تنادي بحرية المعتقلين, رفع المحتجون جملة من الشعارات التي دأبوا على رفعها في الاحتجاجات التي نظموها على مدى الأشهر الماضية, من قبيل «يا مخزن حذاري كلنا الزفزافي», وشعارات تنادي بتحقيق مطالب الساكنة الواردة في الملفات المطلبية التي سطرتها لجان الحراك الشعبي في مدن وبلدات الإقليم. وكشف مصدر حقوقي, أن الاحتجاجات التي نظمت في هذا الحي الهامشي بمدينة إمزورن, سرعان ما أعقبتها مواجهات مع القوات العمومية, في المنطقة. حسب المعطيات التي استقيناها فإن المواجهات اندلعت في حدود منتصف الليل, بعد انتهاء احتجاجات المحتجين, ولم تنته إلا في حدود الساعة الثالثة من صباح أول أمس السبت »يضيف المصدر ذاته. وفيما إذا كانت هذه المواجهات قد خلفت إصابات واعتقالات, كشف المصدر ذاته, بأن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المواجهات أسفرت عن توقيف عدد من النشطاء يرجح أنهم أربعة معتقلين «على أي الاعتقالات في إمزورن خلال الأيام الماضية لم تتوقف, فيوم واحد قبل العيد وفق المعطيات التي لدينا تم تسجيل عدة توقيفات, وقبل ذلك تم توقيف أشخاص آخرين »يضيف نفس المصدر. وفي السياق نفسه, قال محمد الغلبزوري, منسق منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب بامزورن, أنه في الوقت الذي يلاحظ تراجع الاحتجاجات في الحسيمة وباقي المناطق فإن الدولة تصعد من مقاربتها من خلال تنفيذ المزيد من المداهمات والاعتقالات, وهي الاعتقالات التي مست وفق المصدر نفسه القاصرين بشكل لافت . وأضاف الغلبزوري في اتصال مع «أخبار اليوم» أن العديد من الأصوات خلال رمضان الماضي كانت تنادي المحتجين بالتهدئة وإفساح المجال أمام الدولة لإيجاد حل, »غير أن تراجع الاحتجاجات لم يقابل من جانب الدولة بتخفيض وسحب عدد عناصر القوات العمومية وعلى العكس من ذلك, أرى أن هناك تصعيد من جانب الدولة »يضيف الغلبزوري. وفي السياق نفسه, كشف نفس المصدر, بأن المحتجين بإمزورن حاولوا أول أمس الخروج من جديد غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك نتيجة التواجد الأمني الذي تعرف المدينة, قبل أن يعلنوا عن عزمهم الخروج من جديد مساء أمس الأحد. وفي نفس الإطار, خرج العشرات من المحتجين بجماعة الرواضي التي تقع على بعد 30 كلم تقريبا من مدينة الحسيمة, في مسيرة احتجاجية تنديدا باستمرار اعتقال النشطاء, حيث طالبوا هم أيضا بالإفراج عنهم و تحقيق مطالبهم الاجتماعية التي يعتبرونها «مطالب مشروعة وعادلة». وعلاقة بمحاكمة النشطاء المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة, تنظر اليوم الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة في ملف يضم 26 معتقلا, متابعين بتهم مختلفة كل حسب المنسوب إليه, منها تهم إهانة رجال القوة العمومية اثناء مزاولتهم لمهامهم وممارسة العنف في حقهم نتج عنها جروح وسبق الإصرار والعصيان المسلح بواسطة أشخاص متعددين والتجمهر المسلح في الطرق العمومية وإلحاق خسائر مادية بناقلات وأشياء مخصصة للمنفعة العمومية, والتظاهر بدون تصريح سابق في الطرق العمومية, والتحريض على ارتكاب جنح أو جنايات.