قال مدير وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروبول) روب وينرايت اليوم الأحد، إن الهجوم الإلكتروني يوم الجمعة الماضي، أصاب 200 ألف ضحية في 150 دولة على الأقل مضيفا أنه يخشى تزايد العدد عندما يعود الناس للعمل غدا الاثنين. وأضاف لبرنامج (بستون أون صنداي) على قناة (آي.تي.في) إن ما يجعل هذا الهجوم الإلكتروني فريدا انه استخدم مع "خاصية الدودة الإلكترونية" حتى يمكن انتشاره تلقائيا. وقال إن النطاق العالمي للهجوم لم يسبق له مثيل، والإحصاء الأخير يفيد بوجود أكثر من 200 ألف ضحية في 150 دولة على الأقل ومن بين هؤلاء الضحايا هناك الكثير من الشركات بما في ذلك شركات كبيرة. وكانت آلاف أجهزة الكمبيوتر حول العالم، قد تعرضت بشكل جماعي وبطريقة غير مسبوقة، لهجمات إلكترونية، وطُلب منها فدية. ويحاول الخبراء تحديد من المسؤول عن هذا الهجوم، الذي استغل تغرة في الإصدارات القديمة من نظام تشغيل "ويندوز". وبدأت قرصنة أجهزة الكمبيوتر حول العالم، أول أمس الجمعة، عبر استخدام تغرة أمنية في نظام تشغيل ويندوز "إكس بي"، وهو إصدار قديم لم يعد يحظى بالدعم التقني من مايكروسوفت. ويقوم فيروس "واناكراي" بمنع الوصول إلى الملفات داخل الكمبيوتر ثم يطلب مالا بعملة "البيتكوين" لفك التشفير، وتمكين المستخدم من الوصول إلى ملفاته. ويختلف الرقم الدقيق بين مصدر وآخر، إذ غن شركة الحماية السيبيرية "أف-سكيور"، ومركزها فنلندا، قالت إن 130 ألف نظام تشغيل في أكثر من 100 بلد قد تأثر، في حين قالت شركة الحماية كاسبيرسكي لاب الروسية إنها سجلت إصابات في 74 دولة، معظمها في روسيا، لكنها أشارت إلى أن رؤيتها "قد تكون محدودة وغير كاملة". وتشمل لائحة الضحايا مستشفيات في بريطانيا وشركة الاتصالات الإسبانية تليفونيكا وصانع السيارات الفرنسي رينو وشركة البريد الأمريكية فدكس، ووزارة الداخلية الروسية، ومشغل خطوط السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان". وحسب الخبراء، فإنه يبدو أن برمجية فيروس الفدية يدعم عشرات اللغات، ما يعني أن القراصنة يريدون تخريب الشبكات في العالم بأسره. وانتشر الفيروس بسرعة لأن الجناة استخدموا شيفرة رقمية يعتقد أن وكالة الأمن القومي الأمريكية هي من طورها، وبالتالي فالظاهر أنها تسربت بحسب مؤسسة الأمن السيبيري "كاسبيرسكي لاب". وقال ميكو هيبونين، كبير الباحثين، في "أف-سكيور" إن روسيا، والهند تأثرتا بشدة لأن ويندوز "إكس بي" لايزال يستخدم بكثرة في هذين البلدين. وإلى حدود اللحظة، لا أحد يعرف المسؤول عن هذا الفيروس، إذ إن الوكالات الأمنية في البلدان المتأثرة تبذل جهدا لكشف هوية القراصنة. وقالت مؤسسة الأمن الأمريكية "سيمانتيك" إن الهجوم كان عشوائياً، ولم يميز بين أحد، وآخر. وقامت شركة "مايكروسوفت" بخطوة غير اعتيادية بإعادة إصدار تحديثات حماية بدأت بالظهور في مارس الماضي، وتشمل "ويندوز إكس بي"، وإصدارات أقدم من نظام التشغيل الخاص بها. وطُلب من الضحايا دفع 300 دولار بعملة البيتكوين، وبالنظر إلى أن الهجوم واسع الانتشار، فإن المبلغ، الذي يمكن جنيه من وراء الهجوم سيكون كبيرا، إذ وصف ذلك بالحرب العالمية الثالثة. وتظهر الرسالة على شاشة الحاسوب، المقرصن، أن مهلة دفع الفدية ثلاثة أيام، وإن تجاوزتها سيضاعف المبلغ، وإذا لم يتم استلام أي مبلغ، خلال أسبوع، فإن الملفات ستمحى. وينصح الخبراء المستخدمين بعدم الدفع لأن هذا سوف يؤدي فقط إلى تشجيع القرصنة.