قررت الدولة تجريب وصفة جديدة من أجل تثبيت الاستقرار الاجتماعي بمنطقة الريف، والذي يعيش على وقع احتجاجات متواصلة منذ حادث مقتل بائع السمك، محسن فكري، في مدينة الحسيمة، شهر أكتوبر الماضي، وذلك بتنفيذ بعضا من وعودها لسكان الإقليم من أجل امتصاص الاحتقان والتوتر، خاصة في مجال التشغيل. وفي هذا الصدد، أعلنت جهة طنجةتطوانالحسيمة، أول أمس الخميس، عن إطلاق برنامج التكوين في مهن التدريس لفائدة حاملي الشهادات العليا بإقليم الحسيمة، يرتقب أن يشرع في تنفيذه ابتداء من الأسبوع المقبل، وذلك استجابة لرغبات الشباب حاملي الشهادات، قصد تأهيلهم لولوج سوق الشغل، حسب بلاغ لمجلس الجهة. وأضاف البلاغ الذي توصل "اليوم 24" بنسخة منه، أن المدرسة العليا للأساتذة بتطوان، وتحت إشراف المركز الجهوي للتكوين الذي أحدثه مؤخرا مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، ستشرف على تكوين و تأطير المستفيدين، وفق برنامج مكثف يشمل مختلف المجالات و المواد ذات الصِّلة بمهن التربية و التكوين. وأوضح مصدر حسن الاطلاع للجريدة، أن البرنامج التكويني الذي أطلقه كل من مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة و المجلس الإقليمي للحسيمة والجماعة الحضرية للحسيمة والمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، سيفتح في وجه شباب الإقليم الحاملين لشهادة الإجازة في مختلف التخصصات العلمية والأدبية. وتأتي هذه الخطوة، بعد عدة تدابير وإجراءات همت أساسا تحسين الحركة الاقتصادية، وتنزيل مشاريع تنموية، وإيجاد فرص الشغل، وذلك بعد تحركات مكثفة تقودها وزارة الداخلية عبر كبار مسؤوليها منذ أحداث مدينة إمزورن وبني بوعياش، عقب مواجهات عنيفة بين محتجين ورجال الشرطة، شهر مارس الماضي. في سياق متصل، تعرض محتجون ضمن الحراك الشعبي المحلي بمدينة بني بوفراح، لاعتداء جسدي من طرف أشخاص مجهولين كانوا يحملون أعلام الوطن وصور الملك، وذلك تحت أنظار مسؤولين بالإدارة الترابية، بينهم قائد قيادة بني كميل، وقائد قيادة بني بوفراح. وكشفت مصادر محلية في اتصال هاتفي أجراه الموقع، أن من بين المهاجمين على المسيرة الاحتجاجية، منتخبون بجماعات قروية مجاورة ينتمون لحزب مثير للجدل بالمنطقة، مؤكدين على أن المحتجين تجنبوا الاصطدام معهم، إذ فضلوا الانسحاب من المسيرة مرددين شعار "سلمية سلمية لا سيف لا جنوية"، حتى لا تتطور الأمور إلى عواقب غير محسوبة.