لم يكن البرلماني عن دائرة سطات، عبد اللطيف مرداس، يتخيل يوماً أن نهايته ستكون على يد امتدت إليه من الحزب، الذي نشأ وترعرع فيه، لتنطلق رصاصات قاتلة إلى رأسه، وصدره، منهية بذلك مسار رجل كان يحمل ابتسامته على محياه. الرجل، الذي كان آخر ظهور سياسي له برسم دورة مجلس الجهة، حيث كان يستعد لتولي منصب نائب الرئيس، عوض محمد جودار المنسحب، حيث دافع عن موقفه في مقابل اقتراح عبد الصمد حيكر بتعويض جودار بامرأة بمناسبة عيد المرأة. ترك مكانه في الدنيا بأكملها لكل نساء ورجال العالم، ورحل عشية يوم عيد المرأة. اعتلى مرداس المراتب ليصير نائباً برلمانيا عن دائرة سطات، بعد أن كان سائقاً لمسؤول حزبي، قبل أن يحصل على رئاسة المجلس البلدي لبن احمد، وهي الصفة، التي شغلها طويلاً بالإضافة إلى مناصب أخرى في حزب الاتحاد الدستوري. أعطى مرداس لأبنائه الثلاثة مروة، ومريم، ومولاي ياسين محبة خاصة، وكان ابنه لا يفارقه، إذ شاركه حبه لفريق الرجاء الرياضي لكرة القدم، وحرص على تلبية رغبات أبنائه بشكل مبالغ فيه، وهو السبب، الذي جعله يتعلق بجوطية درب غلف في الدارالبيضاء، حيث كان يذهب كل صباح يوم أحد. وكانت الأقدار غريبة جدا حين وضع على حائطه في "فيسبوك" عبارة مؤثرة جدا، وهي مثل مغربي، ضمن آخر ما نشره "إيلا غدرك الغدار، كون صبار.. إيلا ما خلص هنا، يخلص فديك الدار".