حصيلة المرحلة الأولى من البطولة الوطنية لكرة القدم في درجتها الأولى لم تأت وفق المرغوب، إذ كانت باهتة، سواء من حيث الهجوم الذي جاء عطاؤه شحيحا في الأهداف، أو من حيث الأداء التقني الذي كان وراء إعفاء أكثر من مدرب. إعداد: عبد العزيز خمال
تميز الشطر الأول من الدوري «الاحترافي» الحالي، بالتواضع على كافة المستويات والأصعدة، بدليل المؤدى التقني الباهت، والحصيلة الرقمية المتراجعة، وكثرة التعادلات، وغياب الجمهور الذي «هجر» الملاعب الوطنية، في غياب طقوس الفرجة، والمتعة، والجودة في اللعب، وإحراز الأهداف، وتأثر الأندية التقليدية من المشاكل المالية، والتسييرية، في مقدمتها المغرب الفاسي، دون إغفال كثرة تغيير المدربين، واهتراء أرضية العديد من الملاعب، وأيضا التأخر الحاصل في صرف منح الفرق الوطنية، جراء الفراغ الجامعي.
يحدث هذا في انتظار استيقاظة الرجاء.. أمام هذه المؤثرات الصعبة، المالية واللوجيستية، وغيرها، نجح المغرب التطواني في الظفر بلقب الخريف، للمرة الثانية في تاريخه، أي بعد الأولى التي تزامنت مع نهاية الشطر الأول من النسخة الاستهلالية للدوري «الاحترافي»، إذ أنه يتوفر على 30 نقطة، في حين يعد الكوكب المراكشي، ظاهرة المرحلة السابقة، حيث يحتل مركز الوصافة، بفارق ثلاث خطوات، دون إغفال الوداد الرياضي، وحسنية أكادير، بعناصرهما الشابة، وأخرى مجلوبة على المقاس، وهما المحتلان سويا المرتبة 03، ب 26 نقطة، وهو الرباعي الذي حقق معطيات رقمية محترمة. وما زال الجميع، في المقابل، ينتظر صحوة الرجاء البيضاوي، المتراجع، والباحث عن التفوق منذ الدورة 08، على حساب جمعية سلا، بهدفي ديو كاندا، (د24)، ومحسن ياجور، (د71)، مقابل واحد أحرزه نبيل كوعلاص، (د46)، في موعد أقيم يوم (السبت) تاسع نونبر 2013، بعد فشل المدرب التونسي فوزي البنزرتي في تحقيق الفوز الأول، بدليل التعثر أمام «الماط»، بهدف زهير نعيم، (د52)، والتعادل السلبي أمام الكوكب المراكشي، والهزيمة أمام الفتح الرياضي، بهدف عزيز جنيد، (د18)، وفي انتظار أيضا تحرك المغرب الفاسي، نحو مرتبة دافئة، والخروج من المركز 14، ب 13 نقطة، على غرار الجيش الملكي، المحتل للصف 11، ب 16 نقطة، الذي عانى من التغيير المتكرر لطاقمه التقني. يذكر أن أول هدف سجل هذا الموسم في الدوري «الاحترافي» حمل توقيع مراد باتنا، يوم (الجمعة) 23 غشت 2013، أمام الجيش الملكي، عن الدورة 01، بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، والمتلقية مرمى الحارس أنس الزنيتي، (د53)، والأخير، عرفه مؤجل الجولة 13، يوم (السبت) فاتح فبراير 2014، أحرزه عزيز جنيد، في شباك الحارس خالد العسكري، من الرجاء البيضاوي، ودائما بالمجمع الأميري، ليمنح التفوق لمجموعة جمال السلامي، (د18).
حصيلة رقمية باهتة.. أين الأهداف؟ على المستوى الرقمي، سجلت 119 مباراة، أقيمت في ذهاب الدوري «الاحترافي»، 233 هدفا، بمعدل 1,97 هدفا في كل لقاء، و15,53 توقيعا في كل دورة، عكس ذهاب الموسم المنصرم، الذي سجل 264 هدفا، بمعدل 2,2 هدفا في كل مباراة، و17,6 توقيعا في كل دورة، في حين سجل النصف الأول من موسم (2011/2012)، إحراز 210 هدفا، بمعدل 1,75 هدفا في كل لقاء، و14 توقيعا في أعقاب نهاية كل دورة، في انتظار تحسن المستويات خلال فترة الإياب، التي ستكون صعبة لجميع الفرق الوطنية. وسجلت الدورة 03، 25 هدفا، و15، 23 هدفا، و08، 20 هدفا، و05، 19 هدفا، و13، ب 18 توقيعا، و09، ب 17 هدفا، و11، ب 16، و01، ب 15، و04 و06 و14، ب 14 هدفا، و07، ب 13 توقيعا، و02، بعشرة أهداف، و12، بتسعة، ثم 10، بستة، علما أن نفس الدورات من الموسم المنصرم، عرفت توقيع أقوى حصة خلال الجولتين 03، و04، ب 24 هدفا، و05، 22 توقيعا، و12، 21 هدفا، والدورة 09، لم تجد سوى بثمانية أهداف، وعن موسم (2011/2012)، كانت الجولة 12، سخية من ناحية هز الشباك، في 18 مناسبة، و07، ب 17، و01 و03، و08، و15، ب 16، والرابعة، الأضعف، بتسعة. وساهم هجوم الوداد البيضاوي وحسنية أكادير في الرفع من الغلة التهديفية، عندما أحرزا 23 هدفا، ثم المغرب التطواني، وأولمبيك آسفي، ب 17 هدفا، والدفاع الحسني الجديدي، والفتح الرياضي، ب 16، في حين اكتفى الرجاء، بتسعة أهداف، وشباب الريف الحسيمي، وأولمبيك خريبكة، بعشرة، وجمعية سلا، ووداد فاس، ب 12، علما أن الوداد، وقع بميدانه، 17 هدفا، يليه الحسنية، ب 16هدفا، مقابل خمسة لنهضة بركان، والرجاء، والجيش الملكي، في حين عادت مجموعة عزيز العامري، ويوسف لمريني، ويوسف فرتوت، بتسعة أهداف، من خارج الديار، ومن بعدهم «الماص»، بثمانية، في حين أحرزت مجموعة عبد الحق بنشيخة، هدفان خارج ملعب العبدي بالجديدة.
47 مباراة سجلت التعادل في الختام.. يتوفر «الماط» على هزيمة وحيدة، ترجع للدورة 09، أمام الكوكب المراكشي، بهدفي سفيان علودي، (د33)، من ضربة جزاء، وعبد الجليل اجبيرة، (د61)، مقابل واحد ناله محمد أبرهون، (د67)، يوم (الأحد) 17 نونبر 2013، على غرار الفتح الرياضي، المتعثر أمام الوداد الرياضي، عن الجولة 05، يوم (الأربعاء) 23 أكتوبر 2013، بهدفي الغابوني مالك إيفونا، (د90 و92)، ثم ممثل النخيل، بهزيمتين، عكس «الواف»، الذي خسر عشر مرات، متبوعا بشباب الريف الحسيمي، بثمانية، علاوة على الجيش الملكي، والمغرب الفاسي، وجمعية سلا، بسبع تعثرات.وإذا كان الفتح الرياضي وأولمبيك خريبكة حققا 09 تعادلات، ومن خلفهما يأتي النادي القنيطري، بثمانية، فإن وداد فاس، اكتفى بثلاثة، متبوعا بالمغرب الفاسي، بأربعة، علما أن المغرب التطواني، يتوفر، على 08 انتصارات، والكوكب المراكشي، والوداد البيضاوي، وحسنية أكادير، بسبعة، والدفاع الحسني الجديدي، بستة، بالمقابل فاز «لوصيكا»، وجمعية سلا، ووداد فاس، مرتين، وأولمبيك آسفي، والمغرب الفاسي، في ثلاث مناسبات. وإجمالا، شهد ذهاب الدوري «الاحترافي» الجاري انتهاء 47 مباراة بالتعادل، وتحديدا 19، بدون أهداف، و23، بهدف لمثله، والتكافؤ بهدفين لكل فريق، تكرر في خمس مناسبات، مع الإعلان عن 48 ضربة جزاء، ضاعت منها 07، وإخراج الورقة الحمراء، في 42 مناسبة، وسجلت أقوى الحصص في ثلاث مباريات كان حسنية أكادير، ووداد فاس، طرفين فيها، وبالضبط عن الدورة 03، حيث فاز المغرب الفاسي على «الواف»، بأربعة لثلاثة، وعن الجولة 05، تفوق الكوكب المراكشي، على ممثل سوس، بذات الغلة، وصولا بالدورة 15، عندما تفوقت مجموعة مصطفى مديح، على «الواف»، بأربعة لثلاثة أيضا.
المدربون.. هل سيتواصل نزيف الإقالات؟ تميز ذهاب الدوري «الاحترافي» بمغادرة عشرة مدربين لسوء النتائج، المؤدية إلى احتلال مراتب سفلى، وأخرى غير مقبولة للفرق الكبيرة، بدليل أن الأندية المصنفة في المراتب الستة الأولى، إلى جانب «الكاك»، صاحب المركز 08، حافظت على استقرارها الفني، بفضل المسار الجيد والمحترم، علما أن جواد الميلاني، وفتحي جمال، مهدا للرحيل، والحسين أوشلا، كان الأخير، تاركا المهمة لحسن الركراكي، فهل سيتواصل نزيف إقالة المدربين في مرحلة الإياب؟ وفي هذا الصدد، ودع جواد الميلاني، وفتحي جمال، بعد ثلاث دورات، الأول غادر الجيش، وعوضه رشيد الطاوسي، بداية من الدورة 06، لسوء النتائج، خاصة الإقصاء من ثمن كأس العرش أمام الدفاع الجديدي، والثاني غادر دون إخبار مكتب وداد فاس، بعد الهزيمة أمام المغرب الفاسي، بأربعة لثلاثة، ليخلفه محمد خرباش، خلال الدورتين الرابعة، والخامسة، قبل التعاقد مع خالد كرامة، دون إغفال عزيز الخياطي، الذي ودع القراصنة، بعد 10 دورات، ليعوضه أمين بنهاشم، لكنه لم ينجح في مغادرة المرتبة 15، ب 12 نقطة، وبادو الزاكي، ترك المشعل ليوسف فرتوت، متم الدورة 14.وغادر الحسين أوشلا شباب الريف الحسيمي، بعد نهاية الشق الأول من البطولة الوطنية الحالية، وهو الذي عمر في منصبه منذ الجولة 06، كمعوض للسويسري سيون كريستيان زيرماتن، بعد الفشل في مهمة قيادة الفريق لتحقيق نتائج طيبة، بدليل أنه تراجع لمرتبة 12، ب 15 نقطة، على غرار السويسري الآخر همبيرطو باربوريس، المنفصل عن نهضة بركان، بعد ست دورات، ليخلفه يوسف لمريني، بداية من المحطة 07، مما عجل بارتقاء ممثل الليمون، إلى المركز 07، ب 21 نقطة.
سابقة.. حضور مدربين تونسيين بالبطولة وفي سابقة من نوعها، شهد الدوري «الاحترافي» حضور مدربين تونسيين دفعة واحدة، وتحديدا فوزي البنزرتي، الذي أخذ مكان امحمد فاخر، بالرجاء البيضاوي، قبل بداية كأس العالم للأندية، الذي انطلق في 11 دجنبر المنصرم، وبالتالي قيادته للوصافة، وراء بايرن ميونيخ الألماني، وإن عجز عن تحقيق الفوز في البطولة الوطنية، أمام «الماط»، والكوكب المراكشي، والفتح الرياضي، فضلا عن أحمد العجلاني، في أول محك بالمغرب، كقائد لأولمبيك خريبكة، خلفا لفؤاد الصحابي، المودع بعد التعادل أمام الفتح الرياضي، عن الجولة 12، علما أن الدفاع الحسني الجديدي، مرتبط مع الجزائري عبد الحق بنشيخة، الذي قاده للظفر بأول لقب فضي، كان بالرباط، أمام الرجاء، فضلا عن مسار طيب في مباريات ذهاب الموسم الجاري. من جهة أخرى، حافظت الأندية الستة الأولى، على استقرار مدربيها، بعد مضي 15 دورة من الدوري «الاحترافي»، من خلال المتزعم المغرب التطواني، رفقة عزيز العامري، والوصيف الكوكب المراكشي، مع هشام الدميعي، والوداد البيضاوي، بقيادة عبد الرحيم طاليب، ومصطفى مديح، يوالي تدريب حسنية أكادير، والدفاع الحسني الجديدي، بقيادة عبد الحق بنشيخة، وجمال السلامي، يدير الدواليب التقنية للفتح الرياضي، بالإضافة إلى النادي القنيطري، المحتل للمركز 08، الذي حافظ على شيخ المدربين عبد الخالق اللوزاني.