قالت القيادية في حزب "العدالة والتنمية"، والممثلة لنقابة "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"، في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، انهم في المجلس، ليسوا على هوى، نبيل عيوش. وأكدت في هذا الحوار، انها إلى جانب أعضاء في المجلس، سيعملون على التصدي لما أسمته "خربشاته". س: هاجم خبير الإشهار نور الدين عيوش بقوة السياسيين والنقابيين داخل المجلس الاعلى للتعليم، وأنت واحدة منهم، كيف تلقيتم هذا الهجوم؟ ج: قرأت الحوار وكنت انتظر أن يتفاعل المعنيون جميعا من السياسيين والنقابيين الذين هاجمهم عيوش دون تمييز واتهمهم بعرقلة توصيات المجلس وبالمزايدة وقلة الكفاءة.بما أننا زملاء ننتمي لنفس المجلس المؤطر بالدستور والقانون والنظام الداخلي أجدني في حرج للكشف عن حقائق كثيرة كفيلة بفضح تهافت نورالدين عيوش الذي لا يعرف له أثر في المجلس غير دفاع يتيم غير مؤسس عن "الدارجة" وإدراجها في التعليم وهو الأمر الذي تمت مواجهته بل وتسفيهه من طرف الجميع في مرحلة إعداد الرؤية. وهو مجهود مشبوه توج باصدار قاموس مضحك عن لهجة يتداولها الجميع في كل مكان بخصوصيات لا محدودة. مع التذكير أنه لا يمثل أحدا في المجلس وإنما هو عضو بصفة "خبير" دون أن يعلم أحد مؤهلاته العلمية والأكاديمية التي يتوفر عليها أساتذة ومديرو جامعات وباحثون اكتسبوا العضوية بوصفهم خبراء متخصصون في قضايا التربية والتكوين. س: ما تفسيرك لطعن عيوش في ممثلي الاحزاب والنقابات بالخصوص داخل المجلس؟ ج: من الطبيعي أن يطعن عيوش في النقابات والأحزاب (علما أن الأحزاب غير ممثلة في المجلس نهائيا وإنما يمثل البرلمان بغرفتيه ب4 أعضاء) وهو البعيد عن مفهوم التمثيلية ومسؤوليات التمثيلية كما لا تعني له شيئا شرعية التمثيل. عيوش يدرك جيدا أننا نعبر عن آرائنا داخل المجلس وخارجه دون ازدواجية أو طعن في الظهر لرئيس المجلس كما تكلم عن ذلك. وان كان يتوفر على معطيات عن الذين اتفقوا مع الرئيس في المجلس ثم خذلوه فيما بعد وتنكروا لمواقفهم الأولى فما عليه الا فضحهم. أما اطلاق الكلام على عواهنه فيظل أمر غير أخلاقي. س: ما الهدف من هذه الخرجة برأيك؟ ج: عيوش يريد أن يجعل المجلس رهينة لديه، وكان يطمح أن تقدم له مؤسسة دستورية على طبق من ذهب يضفي بها الشرعية على مجموعة من "الترهات" البعيدة عن صفة النظريات والتوصيات الرشيدة، من قبيل اعتماد الدارجة في المدرسة بدل العربية الفصحى التي يكن لها عداء عجيبا. ولأنه ضعيف الحجة منعدم الإمكانيات الترافعية التي لم يشعر يوما بحاجته اليها لتسويق أوهامه التي تكرس نزيف منظومة التربية والتكوين، اصطدم بمستوى عال من النقاش والترافع والحجاج المستجيب لاحتياجات المواطن وهمومه، والمتفاعل مع خصوصيات المجتمع وتاريخ البلد وهويته، فلم يكن له من حجة إلا الدعوة لتخليص المجلس من النقابيين والسياسيين بدعوى المزايدة. س: أليس عيوش ممثلا لحساسية معنية من المجتمع داخل المجلس؟ ج: لن أتحدث عن أداء عيوش في المجلس واللجنة التي نتقاسم عضويتها احتراما للمؤسسة وما يجري بداخلها، وإلا فالواقع مر ومفارقاتي، لكنني أذكره أن تمثيلية النقابات والبرلمان تمت بموجب قانون صادق عليه البرلمان الذي لا يدرك عيوش أهميته ولا ما يمثله ولسنا في المجلس بهواه حتى يدعو إلى إسقاط عضويتنا. كما أبشره أن "خربشاته" ستظل تحظى بمقاومة من يعتبرهم مشاغبين عديمي الكفاءة في انتظار أن بثبت للمغاربة "خبرته" و"كفاءته"، كما أدعوه للقراءة والبحث ليعرف أولا ما معنى النقابة وما هي أدوارها، وإن أراد تغيير القانون فما عليه إلا أن يتشجع ويترشح في الانتخابات ويخرج من فنادق 5 نجوم لمواجهة الناس ليعرف حجمه الحقيقي، كما أدعوه بالمناسبة لوضع التدريس بالدارجة على رأس برنامجه الانتخابي. س: هل طرح مثل هذا النقاش داخل المجلس؟ ج: لم نناقش يوما تركيبة المجلس وصفات الأعضاء بداخله احتراما للمؤسسة ومصداقيتها، لكننا لن نسكت على حملة الاستهداف ومحاولة "التأديب" التي يتعرض لها من يعبرون بكل حرية ووضوح عن أفكارهم واختياراتهم داخل المجلس، واذا كان هناك من يرغب أن يتخذ المجلس رهينة لديه لخدمة أجندات مكشوفة، فليدرك أن مهمته ستكون صعبة مهما كانت وسائله غير أخلاقية، لأن التعليم قضية جوهرية استراتيجية لا تسمح باللعب الصغير غير المحسوب، فما على الجميع إلا الإيمان بتعددية الرأي اختلاف وجهات النظر والاستماع إلى النصائح التي تقدم ومفادها أن المجتمع شهد تحولات عميقة لم تعد تسمح بتمرير كل ما يعد وما يخطط له بشكل يسير. النقاش الغني بخصوص القضايا الحساسة ليس مزايدة أو ترفا وإنما هو انعكاس لنبض الشارع وأسئلته واحتياجاته.