أزعجت التحركات، التي قام بها الملك محمد السادس خلال جولته، التي دامت عدة أسابيع في القارة السمراء، جبهة البوليساريو، والداعمين لها ماديا، ولوجستيكيا، كما أربكتها تكتيكيا، ما دفع مسؤوليها إلى الخروج في خرجات مرتبكة. وفي هذا السياق، اعتبر ما تسميه الجبهة الانفصالية "الوزير الأول الصحراوي"، أن المملكة المغربية عليها أن تعي جيدا أن "الأفارقة ليسوا رعايا لدى الملك، وأن الاتحاد الإفريقي، ليس هيأة تابعة لنظام المخزن"، وهو ما يؤكد أن الجبهة أحست بأن الخناق يضيق حولها، نظرا إلى أن الملك نفذ زيارات حتى إلى بعض الدول، التي تساند وتعترف بالجبهة الانفصالية "البوليساريو". وزاد المتحدث نفسه أن "الاتحاد الإفريقي منظمة محترمة يجب على المغرب، مثل كل دول إفريقيا، أن يخضع لنظامها، وألا يحلم باخضاعها لسيطرته، ونزواته"، وذلك ردا منه على قرار المغرب بالرجوع إلى الاتحاد الإفريقي لشغل كرسيه، الذي ظل شاغرا منذ عقود خلت. واعتبر الوزير المزعوم أن "الحل الوحيد هو أن ينصاع المغرب لمبادئ، وقوانين، وقرارات الاتحاد الإفريقي، ويتخلى عن نهجه التوسعي العدواني، وإلا أصبح كما هو فعلا اليوم دولة مارقة تنتهك ميثاق الاتحاد، بحيث لا أحد يعرف أين تبدأ، أو تنتهي"، في إشارة إلى أن الجبهة أزعتجها كثيرا هذه التحريات، التي أصبحت عمليا تعلن قرب انتهاء الأسطورة، التي تروج لها البوليساريو.