كشفت مصادر مطلعة عن استعدادات دبلوماسية ولوجستيكية مكثفة، لتنظيم زيارة غير مسبوقة للملك محمد السادس، الى المنفى الذي مكثف فيه كل من جده محمد الخامس ووالده الحسن الثاني في عهد الحماية الفرنسية. الملك وفي إطار تحركاته المكثفة على طول القارة الافريقية، سيحل بجزيرة مدغشقر الواقعة في أقصى جنوب شرق افريقيا، مباشرة بعد انتهاء مؤتمر "كوب22" الذي تحتضنه مدينة مراكش. الزيارة تأتي في إطار أول مشاركة ملكية مباشرة في قمة للمنظمة العالمية للفرنكفونية، والتي تشكل الدول الافريقية غالبية أعضائها. المؤتمر سينعقد يومي 26 و27 نونبر الجاري، أي متأخرا بنحو أسبوع من تاريخه الأصلي، وهو التغيير الذي لم تستبعد المصادر نفسها أن يكون جاء من أجل تمكين الملك من الحضور وانتظار انتهاء مؤتمر "كوب22". مصادر "اليوم24" قالت إن اتصالات دبلوماسية وتعاونا لوجستيكيا وأمنيا مكثفا، انطلق منذ عدة أسابيع، لتحضير هذه الزيارة الملكية الاولى من نوعها الى جزيرة مدغشقر، حيث انتقل فريق من الخبراء المغاربة في مجالي الأمن والبروتوكول، للتحضير لهذه الزيارة. مصادر جيدة الاطلاع قالت إن الملك وبعد مشاركته في أشغال القمة العالمية للفرنكفونية، سينتقل الى جزء ثنائي وخاص من الزيارة، حيث سيقوم بتدشين عدد من المشاريع واطلاق مبادرات للتعاون بين المغرب وهذا البلد الافريقي، بما في ذلك تقديم الدعم لبعض المؤسسات المحلية، واطلاق مشاريع اجتماعية وتنموية. كما سيزور الملك منطقة "أنتسيرابي"، والتي قضى فيها كل من الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني (كان حينها أميرا)، زهاء سنتين من المنفى، بين عامي 1953 و1955، حيث تحتفظ هذه المنطقة بذكريات عديدة مع الملك الراحل، والذي حظي بشعبية وتعاطف كبيرين في هذه المنطقة.