صدمة بكل المقاييس، وغليان كبير، تعيش على وقعه منطقة جمعة «اسحيم» بإقليم آسفي، بعد تفجر فضيحة تحرش جنسي بخمس تلميذات يافعات، مازلن للتو يتصارعن من أجل فهم أبجديات القراءة آسفي: مصطفى بنسليمان
والبطل (ع.ج) 47 سنة، رجل تعليم بفرعية أولاد الصغير، التابعة لمجموعة مدارس أولاد عامر، ويشغل في الوقت ذاته، إماما وخطيب جمعة بأحد مساجد المنطقة. شكاية إلى نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بجمعة «اسحيم»، كانت النقطة التي أفاضت كأس الفضيحة. وما بين تحقيق باشرته عناصر الدرك الملكي بجمعة «اسحيم»، الاثنين الماضي، وتقديم المتهم في حالة سراح، صباح الثلاثاء، أمام أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي، كانت الفضيحة قد أخذت أبعادا أخرى، بعد أن أمر الوكيل العام بمتابعة المتهم، وإحالته على أنظار قاضي التحقيق، والذي أمر بدوره بمتابعته في حالة اعتقال، وتحديد جلسة21 يناير الجاري للتحقيق التفصيلي معه، بعد أن صرح الضحايا الخمس على أنه كان يعمد إلى وضعهن فوق جهازه التناسلي، ولمس أجزاء مختلفة من أجسادهن، بالإضافة إلى تقبيلهن على مستوى الفم، في وقت نفى فيه المتهم وخلال التحقيق التمهيدي، أن يكون الأمر مرتبطا بتحرش جنسي، واعتبر لمس أجزاء حساسة من جسد الصغيرات وتقبيلهن، مجرد عمل عادي يندرج ضمن التربية التعليمية للصغيرات الخمس، حليمة 8 سنوات، خديجة 7 سنوات، سلمى 7 سنوات، سلمى 8 سنوات، ومروى 8 سنوات. لم يكن الخبر ليصيب أسر التلميذات الخمس اليافعات فقط بالصدمة، بل أن عددا منها وفي لقائهم مع «اليوم24»، ما زالوا لم يستوعبوا هول ما حدث، وأجمعوا على أنهم ما زالوا لم يستوعبوا بعد كيف تحول الشيخ الوقور، الأستاذ المبجل، الخطيب الفصيح، الإمام النصوح، إلى «شيطان»، ظل يترصد بيافعات لم يدركن بعد مفهوم الأنوثة..، وأصبح يخال أجسادهن النحيلة، جسد امرأة بالغة. لم يكن الخبر ليطفو على السطح، ولم تكن الفضيحة لتنفجر، لولا إحساس الصغيرة حليمة بشيطان يطارد جسدها كل يوم، ويتلاعب بأعضائها الجنسية، بمكتبه المتواجد خلف صفوف زملائها بالقسم، بشكل قد تكون أدركت أنه أمرا غير عادي...تحول ذهاب حليمة إلى المدرسة بشكل يومي إلى أمر يرهبها، ويثير تذمرها، ويجعل خروجها من المنزل، كأنها تستعد إلى الرحيل صوب الجحيم. مرت أشهر من المرض النفسي الذي طارد حليمة، وسارعت في غفلة من الجميع إلى الانتفاضة وكشف المستور، بعد أن رفضت مطلقا الذهاب إلى مرافقة أقرانها داخل صفوف التحصيل العلمي، رغم تواجد القسم على بعد 20 مترا فقط من منزل الأسرة. لم يصدق الأب والأم هول حكاية الصغيرة حليمة، وحاولا أن يدرجا الأمر ضمن سياق محاولة الصغيرة تبرير رفض مواصلة دراستها. لكن وبعد ساعات من الاستنطاق الأسري التفصيلي، خلص الجميع إلى أن ما تحكيه الصغيرة، يجسد أمرا خطيرا، يستوجب المجابهة، والتحقيق الجدي الشامل. وما بين دوار «اولاد الصغير» ودوار «الحروشة»، الذي يبعد عنه بأمتار قليلة فقط، اكتملت حكاية المعلم والصغيرات اليافعات...من منزل إلى آخر، ومن رواية صغيرة إلى أخرى، واكتملت فصول رواية الصدمة.