شيع السودانيون، صباح اليوم الأحد، الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي، بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وكان الترابي توفي أمس السبت عن عمر ناهز 84 عاما، في مستشفى "رويال كير" بالخرطوم، على إثر إصابته بسكتة قلبية، ألمت به أثناء عمله بمقر الحزب، وقد نعته الرئاسة السودانية، أمس في بيان وصفه ب "المفكر الإسلامي والعالم الجليل" وفق ما أوردته وكالة الأنباء السودانية. ونقل الجثمان على عربة مكشوفة ووضع خارج مقبرة "بري" الواقعة في شرق الخرطوم، حيث صلى عليه حوالي ثلاثة آلاف شخص صلاة الجنازة، شارك فيها بكري حسن صالح، النائب الأول للرئيس السوداني، وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وسياسيون من مختلف الأحزاب، قبل أن يوارى جثمانه الثرى، في حين قدم الرئيس السوداني عمر البشير التعازي في منزل الترابي بالخرطوم أمس السبت. ويُعد الترابي أشهر المعارضين في تاريخ السودان، حيث شغل منصب وزيرا العدل عام 1988، ثم منصب وزير الخارجية، ثم تم اختياره رئيسا للبرلمان السوداني عام 1996، إلا أن خلافاً حاداً وقع بينه وبين عمر البشير، رئيس حكومة الإنقاذ أواخر عام 1999، ليُشكل على إثره حزب المؤتمر الشعبي، ويُصبح أشهر معارض في التاريخ السوداني الحديث. وولد الترابي بمدينة كسلا شرق السودان عام 1932، ونشأ في بيت متدين وتعلم على يد والده الذي كان قاضيا وشيخ طائفة صوفية، وتزوج شقيقة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي المعارض، ودرس الحقوق في جامعة الخرطوم بين عامي 1951 – 1955، وحصل على الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1957 ودكتوراه الدولة من جامعة السوربون – باريس عام 1964، وكان يتقن العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية، وعمل أستاذا في جامعة الخرطوم، ثم عين عميدا لكلية الحقوق بها.