رغم انتهاء الجدل حول بقاء بيب غوارديولا أو رحيله عن بايرن ميونيخ بعدما قطع المدرب الإسباني الشك باليقين، معلنا عن رحيله الصيف المقبل، إلا أن تداعيات قراره لازالت تثير أسئلة المراقبين الرياضيين وحفيظة الجماهير البافارية. فمنذ حوالي عام تقريباً، وموضوع رحيل أو بقاء غوارديولا مدرباً لبايرن ميونيخ يشغل اهتمام الصحافة الألمانية والدولية على حد سواء. لكن نهاية الأسبوع حملت الجديد، بعدما وضع بيان صادر عن إدارة بايرن ميونيخ حداً لهذا الجدل الذي استمر لشهور طويلة، بإعلان رفض بيب غوارديولا تمديد عقده مع النادي البافاري لما بعد صيف 2016. ورغم حسم بايرن ميونيخ بسرعة في أمر خليفة بيب غوارديولا على رأس الجهاز الفني لبايرن ميونيخ، إلا أن النقاش حول تداعيات رحيل غوارديولا لم يخمد بعد. فلازال الرأي العام الألماني يتساءل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت غوارديولا لرفض عرض بايرن ميونيخ للاستمرار مدرباً للفريق، فيما يسعى بعض المراقبين الرياضيين الألمان لمعرفة الوجهة القادمة لغوارديولا الذي يرفض التعليق على خيار الرحيل. قرار غوارديولا إهانة لبايرن ميونيخ وفي محاولة لمعرفة الأسباب التي جعلت غوارديولا يرحل عن بايرن ميونيخ، استضاف برنامج "سكاي 90" الذي يُبث على قناة سكاي الرياضية المتخصصة المدير الرياضي لنادي بايرن ميونيخ ماتياس زامر. هذا الأخير نفى أن يكون على علم بالأسباب التي جعلت المدرب الإسباني يتخذ هذا القرار، مؤكداً في نفس الوقت على أن الشروط المالية ليست هي ما دفع غوارديولا لاتخاذ قرار الرحيل. بيد أن جماهير نادي بايرن ميونيخ لا تهمها الأسباب التي دفعت غوارديولا لعدم تمديد عقده مع بطل الدوري الألماني ولا معرفة النادي الذي سيدربه غوارديولا مستقبلاً. بل أكثر ما يدور حوله النقاش في منتديات جماهير النادي هي الطريقة التي أدار بها مسؤولوا نادي بايرن ملف مفاوضة بيب غوارديولا من أجل تمديد عقده مع بايرن. فبعض مشجعي النادي البافاري رأوا في قرار غوارديولا إهانة لناد عريق من حجم بايرن ميونيخ، خاصة بعدما ظل كارل هاينز رومينيغه وماتياس زامر يؤكدون تمسكهم بغوارديولا رغم رفضه الحسم في تمديد عقده. علاقة متوترة مع الجماهير البافارية واعتبر أحد عشاق بايرن ميونيخ في تعليق له على أحد المنتديات الرياضية الألمانية أن غوارديولا تلاعب بمسؤولي النادي، وعوض أن يكون بيب غوارديولا أحد محطات بايرن ميونيخ، أصبح بايرن ميونيخ محطة لا غير في مسيرة تدريب غوارديولا. ولم ينجح غوارديولا منذ قدومه إلى ميونيخ في كسب ود جماهير النادي، وزادت العلاقة توترا بين الجماهير البافارية والمدرب الإسباني بعد مغادرة شفاينشتايغر للعب في صفوف مانشستر يونايتد، حيث اتهم غوارديولا آنذاك بأنه كان وراء رحيل ابن الفريق شفاينشتايغر. وتوقع كثير من المراقبين الرياضيين خطوة غوارديولا بعدم تمديد عقده مع بايرن ميونيخ، بل وهناك من يجزم أن مانشستر سيتي هي المحطة القادمة له. ومن بين المؤشرات التي تدعم هذا الطرح وجود مواطنيه تشيكي بيغيريستين وفران سوريانو على رأس الإدارة الرياضية لنادي مانشستر سيتي، حيث سبق لغوارديولا أن تعاون معهما خلال فترة إشرافه على الإدارة الفنية لنادي برشلونة. قرار غوارديولا لن يؤثر على مسيرة الفريق ويتوقع كثير من المراقبين الرياضيين في ألمانيا ألا يشكل قرار غوارديولا بالرحيل عن تدريب بايرن ميونيخ الألماني نهاية هذا الموسم تأثيرا سلبيا على مسيرة الفريق في النصف الثاني من الموسم، بل إنه قد يصبح "مصدر تفاؤل" للنادي البافاري، كما عبر عن ذلك اللاعب الدولي السابق للمنتخب الألماني توماس تون في البرنامج الرياضي "دوبل باس" في قناة "شبورت 1" الرياضية. وقال تون "لاعبو بايرن ميونيخ محترفون ولا يمكن أن يؤثر قرار غوارديولا على حماسهم". ويتطلع بايرن إلى مواصلة انطلاقته الرائعة في الموسم الحالي ليتوج في نهاية الموسم بلقب الدوري الألماني (بوندسليغا) للموسم الرابع على التوالي. ومع إعلان غوارديولا أمس عن قرار رحيله عن تدريب الفريق في نهاية الموسم، أصبح أمل النادي وجماهيره أن يكرر التاريخ نفسه ويتوج الفريق بثلاثية أخرى في الموسم الحالي مثلما حدث عام 2013 في أجواء مماثلة. أنشيلوتي هو الخيار المناسب ووضع قرار غوارديولا النادي البافاري في ظروف مماثلة مر بها النادي قبل ثلاثة أعوام وتوج فيها بثلاثيته التاريخية (لقب الدوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) تحت قيادة مدربه السابق المخضرم يوب هاينكس في موسم 2012 / 2013 قبل أن يرحل هاينكس عن تدريب الفريق تاركا المهمة لغوارديولا الذي سيترك بدوره مكانه للمخضرم الإيطالي كارلو أنشيلوتي. وتبدو السيرة الذاتية لأنشيلوتي حافلة بالإنجازات كما هو الحال بالنسبة لغوارديولا، حيث فاز بثلاثة ألقاب بدوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس العالم للأندية مع ميلان الإيطالي وريال مدريد الاسباني كمدرب، بعد أن توج بكلا اللقبين كلاعب في صفوف ميلان الإيطالي. كما قاد أنشيلوتي فريق تشيلسي للتتويج بثنائية الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي في 2010 وفاز بالدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان في 2013 كما قاد ميلان للفوز بلقب الدوري الإيطالي.