أجري لأول مرة استفتاء لاختيار أهم 100 فيلم في التراث السينمائي العربي، أشرفت عليه إدارة مهرجان دبي السينمائي، وأفرز 44 ترشيحا لمصر على رأسها «المومياء» لشادي عبد السلام الذي تصدر قائمة أهم هذه الأفلام. استناداً إلى لوائح ال10 أفلام مفضلة لدى 475 من نخبة النقاد والكتّاب والروائيين والأكاديميين والمخرجين وخبراء في صناعة السينما من كافة أنحاء العالم العربي والغربي، تم توثيق، لأول مرة، أبرز 1OO فيلم في التراث السينمائي العربي، في ظل ثقافة سينمائية عربية ينقصها فنّ الأرشفة، وتعاني الإهمال وعدم توافر المرجع. واختير فيلم «المومياء»، لشادي عبد السلام، ليتصدر القائمة، فيما حصل فيلمان للمخرج يوسف شاهين على رتبتين بين المراتب العشر الأولى، وهما: «باب الحديد» (1958) و«الأرض» (1969) اللذين احتلا الرتبة الثانية والرابعة على التوالي، وجاء ثالثا فيلم «وقائع سنين الجمر» لمحمد لخضر حامينا (1975). الاستفتاء الأول من نوعه في العالم العربي حول أبرز 1OO فيلم التي اختيرت، والذي وجه بداية نحو ألف عامل في مجال السمعي البصري يمثلون النخبة في المجالات سالفة الذكر، واجه صعوبات بسبب انعدام مرجع دقيق ودراسة توثيقية في المجال، كما اكتفي فيه بالاعتماد على قوائم حددها كل مشارك. وقد أطلق مهرجان دبي السينمائي الاستفتاء بمناسبة ذكرى تأسيسه العاشرة التي تمتد من 6 إلى 14 من دجنبر المقبل، وهو بادرة محمودة تحسب للمهرجان في انتظار أن تعمد مهرجانات وجهات مماثلة، وبينها مهرجان مراكش، إلى القيام بخطوات مماثلة من شأنها الاهتمام أكثر بسينما الهوية العربية. وقد أفرزت النتائج التي دام الاشتغال على تحديدها عدة شهور، ورشح فيها 44 عملا مصريا، تتويج فيلم «صمت القصور» لمفيدة التلاتلي (1994) باحتلاله المرتبة الخامسة، وفي باقي المراتب إلى حدود المرتبة العاشرة على التوالي، جاءت الأفلام الآتية: «أحلام المدينة» لمحمد ملص (1983)، وفيلم «يد إلهية» لإيليا سليمان (2001)، وفيلم «الكيت كات» لداود عبد السيد (1991)، ثم فيلم «بيروت الغربية» لزياد دويري (1998)، وفيلم «المخدوعون» لتوفيق صالح (1972). وحدد الشرط الوحيد لترشيح أي فيلم للاستفتاء، سواء كان وثائقياً أو روائياً، في أن يحمل الجنسية العربية، أخذا بعين الاعتبار أن تحديد جنسية الفيلم مسألة غاية في التعقيد في ظلّ تكاثر الإنتاجات المشتركة. ولم تكن هناك لائحة نهائية وضعها المهرجان في تصرف المشاركين للانتقاء وفقها، بل بقي المجال حراً لترشيح كل فيلم سقط من الذاكرة على مرّ الزمن. كل مشارك اتبع تقييمه الخاص وثقافته في تكوين لائحته. واستناداً إلى لوائح «الأفلام العشرة المفضلة» لكل المشاركين، تشكلت النتيجة النهائية لأفضل مائة فيلم عربي على الاطلاق. هذا، وأعلنت إدارة مهرجان دبي إصدار كتاب مرجعي حول «أهم محطات السينما العربية خلال العقود الماضية»، معنون ب«سينما الشغف: قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي». يشمل الكتاب، الذي يمثل خلاصة الاستفتاء الذي أنجز، عملية فحص ودراسة دقيقة للبيانات الوافدة من الاستفتاء، مع كتابات نقدية عن الأفلام المائة التي تم اختيارها، تحمل تواقيع 20 من النقاد المواظبين على الكتابة السينمائية، مثل: إبراهيم العريس، سمير فريد، بشار إبراهيم، نديم جرجوره، زياد الخزاعي، بندر عبد الحميد، وغيرهم. كما يضم الكتاب دراسة تاريخية ونقدية للسينما العربية، أنجزها زياد عبد الله (ناقد وكاتب)، متناولاً بالتحليل والتأريخ ملامح تلك السينما من خلال الأفلام التي تم اختيارها، ومقاربتها فنياً وسياسياً واجتماعياً، وحسب الجهة المنفذة للمشروع، سينشر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية. يذكر أن هذا الاستفتاء ليس غريباً على الدول الغربية، ومثاله التصويت الشهير الذي تجريه مجلة «سايت أند ساوند» البريطانية لاختيار «أفضل 50 فيلماً» مرة كل عشر سنوات، في تقليد يستمر منذ عام 1952.