أكدت الدراسات بما لا يدع مجالا لأي شك بأن التدخين سم بطيء قاتل كغيره من المخدرات ، مع اختلاف بينهما في كيفية التأثير ومواطن الاستهداف. الأكيد أيضا أن المدخن يكون عرضة أكثر من غيره للإصابة بالعديد من الأمراض التنفسية والقلبية والسرطانات، فالمواد المكونة للسجائر خصوصا مادة النيكوتين تبدأ في خلخلة عمل الجسم بمجرد وصولها للمجرى التنفسي للإنسان ومنه للدم. لكن الخبر الجيد، حسب تقارير اخبارية، أن الإقلاع عن التدخين ليس بالصعوبة التي يتخيلها المدخن، ذلك لأن وظائف الجسم تبدأ في العودة تدريجيا لعملها الطبيعي مباشرة بعد التوقف عن التدخين. قد يصاحب هذا التحسن في وظائف الجسم تحسن في الشهية أيضا وأعراض أخرى غير مرغوب فيها كالإحساس برغبة شديدة للتدخين وسرعة الإنفعال والإحباط واضطراب في النوم. بعد 20 دقيقة من الإقلاع : ينزل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب للمستوى الطبيعي. بعد 12 ساعة من الإقلاع : يبدأ مستوى أول أكسيد الكربون في الدم بالانخفاض ويرتفع مستوى الأكسيجين إلى أن يصل إلى مستواه الطبيعي. بعد أسبوعين من الإقلاع : تتحسن وظائف الرئة والدورة الدموية، كما أن نسبة الإصابة بأزمة قلبية التي تكون أكثر ب 70% عند المدخن تنخفض، وتصبح ممارسة الرياضة مهمة سهلة مع زوال الإحساس بالدوار والغثيان. بعد شهرين من الإقلاع : تخف الأعراض المصاحبة للتدخين، مثل الحكة وضيق التنفس، تعود الشعيرات الرقيقة التي تخترق الرئة إلى عملها الطبيعي وتصبح الرئة نظيفة مما يقلل من الإصابة بالعدوى. بعد عام من الإقلاع : يقل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى النصف بالمقارنة مع المدخن. بعد خمس سنوات من الإقلاع : تقل احتمالات الإصابة بالسرطانات مثل سرطان الفم والحلق والمرئ والمثانة و سرطان عنق الرحم إلى 50% وكذلك احتمالات الإصابة بالسكتة القلبية. بعد 10 سنوات : خطر الموت في حالة الإصابة بأحد سرطانات الرئة، البنكرياس والحنجرة ينخفض إلى النصف مقارنة بالمدخن. وقد بينت دراسة للجمعية الأمريكية للقلب بأن غير المدخنين يتمتعون بمتوسط عمر أكبر ب 14 سنة. لا ننسى بأن الإقلاع عن التدخين ليس سهلا نظرا للتعود الجسدي والنفسي عليه، لكنه بالتأكيد أمر يستحق العناء.