يبدو أن جارتنا الشمالية لازالت تتعامل مع المواطنين المغاربة الراغبين في ولوج مدينة سبتةالمحتلة، أو الدخول عبرها إلى أوروبا بنوع من التحفظ، إذ أنها لا تتوانى في منع كل مغربي شككت فيه أو لديه سوابق عدلية، أول أي شيء من هذا القبيل من الدخول عبر المعبر الحدودية "تاراخال"، الذي يفصل مدينة سبتة السليبة عن باقي التراب الوطني، هذا ما تؤكده الأرقام الصادرة، حديثا، عن القيادة العليا للأمن الوطني الإسباني، مشيرة إلى أن عناصر الأمن الإسبانية المرابطة في معبر تارخال منعت في الأشهر الاثني عشرة الأخيرة ما يقارب 14000 مواطن مغربي كانوا يسعون إلى الدخول عبر حدود سبتةالمحتلة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية إيفي. في نفس السياق، أشارت مصادر إسبانية إلى أن أسباب المنع غير مرتبطة بكونهم مغاربة ، بل – كما جاء في تقرير القيادة العليا للأمن الوطني الإسباني- فإن أغلب حالة المنع مرتبطة بأشخاص لديهم سوابق عدلية أو سبق طردهم من إسبانيا، وبالتالي هم ممنوعون من ولوج سبتة أو الداخل الإسباني. المصادر ذاتها أشار إلى أن رقم 14000 يبدو عاديا، إذا ما قارنه بال25000 شخص الذين يدخلون المدينة ويخرجون منها يوميا، مما يفرض على الأمن الإسباني تشديد المراقبة، خاصة في ظل ارتفاع التهديدات الإرهابية التي تواجه إسبانيا، خاصة وأن مدينة سبتة تحولت في الآونة الأخيرة إلى أكبر مصدر للجهاديين. يذكر أن أرقام صادرة عن الحكومة الإسبانية، مؤخرا، أشارت إلى أن المغاربة يوجدون على رأس قائمة الأجانب الذي تم طردهم، سنة 2014 ، إذ بلغ الرقم 1555 مطرودا من مجموع 7696 مطرودا أجنبيا من إسبانيا في سنة واحدة، أغلبيتهم كانوا مستقرين في الجنوب الإسباني الذي جاء في صدارة الجهات التي سجلت أكثر حالات الطرد بين الأجانب؛ كما أن عملية طرد ال1555 مغربيا من التراب الإسباني تمت عبر 134 رحلة جوية: 80 منها إلى مدينة سبتةالمحتلة، ومن بعد ذلك تم ترحيلهم برا إلى المغرب؛ كما تم، أيضا، ترحيل 82 مغربيا إلى مدينة مليلية المحتلة في 19 رحلة.