يقدم لكم موقع "اليوم 24′′، طوال شهر رمضان، وبشكل يومي، مجموعة من الطرائف النادرة التي عاشها رياضيون مغاربة أو دوليون، وترسخت في أذهانهم، حتى صارت محط سخرية يتندرون بها في كل مرة تثار فيها أحاديث الذكريات السارة. لم يخلُ عام 1934 وهو العام الذي نُظمت خلاله النسخة الثانية من نهائيات كأس العالم في إيطاليا، من وقوع مواقف طريفة ومثيرة كان أبرزها قرار منتخب الأوروغواي بعدم تلبية دعوة الفيفا والمشاركة في هذه البطولة العالمية، علما أنه كان حاملا اللقب ومحتضنا الدورة الأولى من البطولة العالمية عام 1930. ويعود سبب مقاطعة الأوروغواي مسابقة كأس العالم 1934، إلى اعتراضه على القرار الذي سبق أن اتخذته عدد من الدول الأوربية من بينها إيطاليا، برفض مشاركتها في مونديال 1930 بسبب طول المسافة بين القارة العجوز وأمريكا الجنوبية، فيما تتحدث مصادر أخرى عن خوف الأروغويانيين من انتقام لاعبي الأزوري منهم، وبينما تخلى الأوروغواي عن فكرة المشاركة في نهائيات إيطاليا، أرسلت البرازيل منتخبها الثالث، فيما شارك الأرجنتين بمنتخب هواة، وأصرت بريطانيا على عدم المشاركة في هذا التجمع العالمي، بدعوى تنظيمها لبطولة بين منتخبات انجلترا، واسكتلندا، وويلز، وايرلندا كان يعتبرها الإنجليز أفضل من كأس العالم وقتها. وفي ظل هذه الأجواء المضطربة التي سادت بين الدول الأوربية آنذاك، كان رئيس الاتحاد الإيطالي قد قرّر خلال مونديال 1934 الاحتفاظ بكأس العالم تحت فراشه خوفا من محاولة الجيش الألماني سرقة الكأس، خصوصا أن البلد حينها كان خاضعا للنظام الفاشي بقيادة الزعيم "بينيتو موسوليني" الذي استغل تنظيم البطولة لاستعراض قوة بلاده، حتى أنه صمم كأسا مرادفة للبطولة أطلق عليها اسم "كأس دل دوتشي"، تفوقت فى حجمها على الكأس الأصلية. وكان النظام الفاشي الذي يسود إيطاليا حينها، كفيلا بأن يساهم في جعل كأس العالم عام 1934، من أكثر البطولات زيفا وغشا بسبب التدخل الصارخ للسياسة في التحكم بمجرياته، إذ كان الديكتاتور موسوليني هو من يختار الحكام، وكان يجتمع بهم قبل إجراء المباريات، وقد بدا ذلك جليا من خلال قراراتهم التي تصب في صالح الأزوري، أما الأجواء المضطربة التي كانت تعيشها الدول الأوربية فيما بينها خلال سنوات الثلاثينيات، دفعت الوفد التشيكي إلى إحضار طعامه معه خوفا من وقوع أي مقالب غذائية تستهدفهم. وكما رصدنا التجاوزات الحاصلة فيها، فلا بد من رصد نقاط الضوء أيضا في النسخة الثانية من مونديال 1934، الذي أقيم على الأراضي الإيطالية، إذ تفوقت على سابقتها في الأوروغواي، على اعتبار أنها أقيمت في ثماني مدن، وأذيعت على الهواء مباشرة على شاشات التلفاز، وهكذا تمكّن عشاق الساحرة المستديرة من متابعة المنافسات في 12 دولة مُشاركة. وكما حصل مع أوروغواي قبل أربع سنوات، استغلت إيطاليا عاملي الأرض والجمهور لتهزم تشيكوسلوفاكيا 2-1 بفضل هدفين من توقيع "رايموندو أروسي" و"أنجلو سكيافيو"، ليحرز منتخب المدرب الشهير "فيتوريو بوتزو" لقبه العالمي الأول، ويُصبح أول بلد أوربي يفوز بالكأس الثمينة.