بعد توالي مواقف بعض النقابات المشككة في نتائج الانتخابات المهنية، وتصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط الذي ذهبت في هذا الاتجاه، خرج رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ليعلن رفض الحكومة لهذه التشكيكات. واعتبر بنكيران، الذي كان يتحدث في اجتماع مجلس الحكومة اليوم الخميس، أن المواقف التي تشكك في نتائج الانتخابات المهنية للقطاعين العام والخاص " اتهامات خطيرة وغير مسندة بوقائع وأدلة"، مؤكدا على أن الحكومة "تحملت مسؤوليتها كاملة في الاشراف على العملية الانتخابية، وقامت بدورها في التدبير المحكم والمحايد لهذه العملية في احترام تام للقوانين المساطر المنظمة لها، وكذا الاجال القانونية المقررة لاجراء الانتخابات والاعلان عن نتائجها". وتابع بنكيران حديثه مشددا على أن "الحكومة اعتمدت مقاربة تشاركية مع الهيئات النقابية الاكثر تمثيلية في الاعداد لهذه الانتخابات، في اطار لجنة خاصة لهذا الغرض انبثقت عن الحوار الاجتماعي"، هذا إلى جانب كونها "واصلت المشاورات والاستماع الى كل الاقتراحات خلال الاعداد لهذه الاستحقاقات وخلال سير العملية الانتخابية"، على حد تعبير رئيس الحكومة. تبعا لذلك، أكد بنكيران على أن " الانتخابات المهنية مرت في ظروف طبيعية وفي تنافسية ايجابية، وفي حياد في مختلف القطاعات الحكومية المعنية"، علاوة على كونها "شهدت انخراط كل الهيئات النقابية، وعرفت تزايدا في نسبة ممثلي المأجورين المنتسبين للمركزيات النقابية، ولم يسبق لاي هيئة نقابية ان شككت في العملية الانتخابية ومسارها قبل الاعلان عن النتائج". على هذا الأساس، فسر رئيس الحكومة " التشكيكات" بكونها صادرة عن "من خسر المواقع التي كان يرجو أن يصل اليها"، موضحا أن هذه المواقف التي تعتمد التشكيك عوض اعتماد المساطر القضائية والقانونية للطعن، "ليس الا تبريرا لنتائجها النهائية التي لا شأن للحكومة بها، واتباعا لمنهج بعض الهيئات السياسية التابعة لها والتي دأبت على التشكيك وعلى الاتهامات المغرضة والادعاءات التي تتجاوز بكثير حدود المنطق والتنافس السليم"، الشيء الذي "يضرب في الصميم مصداقية ودوافع هذا التشكيك والتصريحات والادعاءات الخاطئة وغير المسندة بالواقع والادلة"، على حد تعبير بنكيران. وجدير بالذكر أن الأمين العام الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، كان قد شكك في نتائج انتخابات مناديب المأجورين التي أعلن عن نتائجها قبل أيام، مؤكدا أنها "عرفت اختلالات واضحة وتلاعبات وتدخلات لفائدة أطراف نقابية معينة، كانت مهددة بعدم الحصول على العتبة، والتي أصبحت بقدرة قادر تحتل المرتبة الرابعة ضمن المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، وهو ما يفسر التأخر في الإعلان عن النتائج"، بحسب الأمين العام لحزب الاستقلال، وهو الموقف الذي انضافت اليه مواقف بعض النقابات التي أصدرت بيانات تشكك فيها في نتائج هذه الانتخابات.