مرة أخرى، يظهر طفل مغربي بلباس حربي ضمن مليشيات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. إنه الطفل الملقب ب «أبو عبد الرحمن المغربي»، الذي يبلغ من العمر حوالي 15 عاما، ويظهر مع مقاتلي تنظيم دولة البغدادي في سوريا (حلب). ففي إصدار مرئي دعائي جديد للتنظيم، صدر أمس الاثنين، في مدينة حلب حمل عنوان «صولات الأبرار على أسوار المطار»، يظهر الطفل أبو عبد الرحمن المغربي» رفقة جهادي مغربي انتحاري كهل، كنيته «أبو عبد الله المغربي»، وهو يقدمه بالصيغة التالية، «هذا أبو عبد الرحمن المغربي شبل من أشبال الدولة الإسلامية، هاجر نحو الدولة الإسلامية مؤخرا، قادما من المغرب وسيلتحق به أشبال آخرون..». المقاتل المغربي الذي كان يقدم الطفل هو أبو عبد الله المغربي الذي قالت مصادر «أخبار اليوم» من داخل أراضي الدولة الإسلامية إنه معتقل سابق في المغرب، وصل منذ أزيد من سنتين إلى سوريا، وقد يكون والد الطفل، وقد نفذ «أبو عبد الله المغربي» عملية انتحارية ضد أهداف تابعة للجيش النظامي السوري في مطار كويرس شرق حلب، حيث توجد كلية طيران حربية. وبعد كلمته الأخيرة، أخذ أبو عبد الله المغربي عربة مصفحة كبيرة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، وتم تصوير العملية وهو يتوجه إلى أحد الأهداف الثلاثة التي رصدتها داعش في مطار كويرس لينفجر بسيارته.. مصادر «أخبار اليوم» نفسها أكدت وجود معسكرات خاصة بالأطفال الذين تجندهم داعش. ويعتبر معسكر الرقة أكبر معسكر لصناعة الأطفال الانتحاريين، فيما تعرف الموصل وجود معسكر آخر. وحول تواجد أطفال مغاربة بهذا المعسكر، قال مصدر أخبار اليوم، «بالتأكيد هناك أطفال مغاربة مادام آباؤهم وأمهاتهم هنا، هناك أيضا أطفال مغاربة من جنسيات أوروبية، وهم أكثر من القادمين من المغرب مباشرة، كما أن التنظيم يسعى إلى ضم كل الأطفال الذين فقدوا أهلهم في الحرب وتدريبهم تدريبا قتاليا يفوق طفولتهم وسنهم..» ويصعب، حسب المصادر نفسها، تحديد أعداد دقيقة للأطفال المقاتلين تحت لواء دولة البغدادي، لكنه من المؤكد أن تنظيم داعش يدرب في معسكرات خاصة أطفالا من مختلف الجنسيات، منهم من يقل عمرهم عن 12 سنة. ويخضع الطفل إلى ثلاثة أصناف من التدريب في هذه المدارس، الأول الإعداد الديني والشرعي، ومن خلاله يتمّ تلقين الطفل منهج «داعش» الجهادي، وتعبئته نفسيا بالكراهية والاستعداد للانتحار، والثاني بدني، حيث يتمّ إخضاع الطفل لتدريبات جسديّة قاسية، وتعليمه استخدام مختلف أنواع الأسلحة، والثالث خاص بالجرأة وقتل الرحمة في نفسه، حيث يتمّ تقديم الطفل في المجالات العامة والساحات العمومية، وإشراكه أو حضوره في عمليات ذبح أو إقامة الحدود، وتقديمه كقيادي أثناء جولات الحسبة، وقد وصل الأمر إلى تمكين بعض الأطفال من الخطبة في بعض المساجد». وهو ما علق عليه أحد المختصين الإعلاميين السوريين، «إن هؤلاء الأطفال أخطر من مقاتلي داعش، وكل تمرين يساهم في دعم قدرتهم على القيادة وتعميق غرورهم وإظهارهم بمظهر المقاتل غير الرحيم». وتجدر الإشارة إلى أن «داعش» يحرص على تسمية معسكرات الأطفال أسماء خاصة، بشكل يجعلها تظهر على أنها مدارس دينية فقط، لكنها معسكرات للتدريب البدني واستعمال الأسلحة، ودرج التنظيم المتطرف على إطلاق اسم «أشبال الخلافة» على مقاتليه من الأطفال.