بعد الضجة التي أثارتها تسريبات امتحانات الباكالوريا، دخل الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني على خط هذه القضية، حيث دق ناقوس الخطر في ما يتعلق بمنظومة الامتحانات في المملكة، رابطا بين ما تعرفه من غش وتزامنها مع المهرجانات. وفي هذا الصدد، ربط نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بين ما عرفته امتحانات الباكالوريا لهذه السنة من "حصاد دراسي مر شديد المرارة"، يتمثل في "حالات الغش الجماعي الممنهج"، وما "أقدم عليه أباطرة موازين الفساد من درجة فظيعة وغير مسبوقة من التحدي والاستفزاز"، في حديثه عما عرفه مهرجان موازين في نسخته لهذه السنة. وتجلى ربط الفقيه المقاصدي بين الموضوعين في تأكيده أنه "لو كان عندنا مؤسسة أو مؤسسات للبحث العلمي التربوي المستقل والنزيه، لطلبنا منها، أو لبادرت هي من تلقاء نفسها، إلى إجراء بحث ميداني معمق حول المهرجانات"، خصوصا في ما يتعلق بمواعيد إجرائها، التي تتزامن مع فترات التحضير للامتحانات، وذلك لتبيان مدى ارتباطها مع "تدهور مستوى تعليمنا، وتدهور حالة الامتحانات، وتصاعد لجوء الطلبة والتلاميذ إلى الغش"، على حد تعبير المتحدث نفسه. وتابع الريسوني تحليله مؤكدا أنه لو بادرت اللجنة المذكورة إلى التحقيق التربوي مع عينات من التلاميذ الذين تم ضبطهم وهم يقومون بالغش وهم في امتحانات الباكالوريا، وغيرها من الامتحانات لكان بإمكانها أن "تؤكد لنا في النهاية أو تنفي ما إن كان هؤلاء التلاميذ هم من ضحايا موازين وأخواتها وبناتها أم لا؟"، علاوة على كشف "تأثير السهرات والمهرجانات على التعليم والامتحانات"، وذلك بالنظر إلى كون "مهرجان موازين ليس مهرجانا لمدينة الرباط فقط، بل إنه يدخل إلى كل المدن والقرى، والبيوت والأكواخ"، إلى جانب أن "أكثر جمهور المهرجانات والسهرات هم من الطلبة والتلاميذ، ومن الغشاشين والحشاشين". وخلص الفقيه المقاصدي إلى أن "الانهيار المتواصل لتعليمنا، وتفشي الغش في كل أوصاله، يشكل كارثة وطنية حقيقية"، إذا ما استمر على المنوال الذي يعرفه، والذي سيؤي في نهاية المطاف إلى "سحب دول وجامعات اعترافها بالشهادات المدرسية والجامعية المغربية، باعتبارها شهادات مغشوشة"، على حد تعبير الريسوني، الذي ذهب أبعد من ذلك، حيث لم يستبعد ظهور "الجمعية المغربية لمحاربة الغش السري، للمطالبة بتقنين الغش وتنظيمه، على غرار مطالبتهم بتقنين الإجهاض وزراعة الحشيش"، لأن الاهتمام منصب على أن "يحافظ المغرب على مكتسبه الكبير ووجهه الحداثي المشرق: موازين وأخواتها وقنواتها".