أنت أول مغربي تطأ قدماه قمة إيفريست والقطب الشمالي. عرفنا بنفسك أكثر؟ ناصر عبد الجليل مغامر مغربي ذو 35 سنة من مواليد مدينة الدارالبيضاء، حيث حصلت على شهادة البكالوريا، وبعدها توجهت إلى فرنسا لدراسة علوم المصرفة. اشتغلت إطارا بنكيا في لندن وكذلك في نيويورك، ثم شغلت المنصب نفسه في فرنسا قبل أن أبدأ مشواري المهني ببلدي الأصلي المغرب في 2010، لكن عشقي للرياضة كان دائما مصاحبا لي منذ طفولتي، حين بدأت رياضة التنس وأنا لم أتجاوز بعد عشر سنوات، ثم بعدها أصبحت مولعا برياضة الجري، وخضت تجارب في عدة «مراطونات» في مدن عالمية، وعشت تجربة الرياضة الثلاثية (الجري، السباحة، سباق الدراجات). التقيت صديقا نمساويا هو الذي شجعني منذ سنة 2003 على ممارسة رياضة التسلق، وبعد عشر سنوات، أي سنة 2013، عرفت كأول مغربي يصعد إلى أعلى قمة في العالم «إيفريست»، وهناك رفعت العلم المغربي الذي أعتز به، ومباشرة حظيت برسالة ملكية تشجعني وتهنئني على الإنجاز الذي قمت به، وفي أبريل 2015، اشتهرت كأول مغربي تطأ قدماه القطب الشمالي. بالإضافة إلى كل هذه التجارب، تسلقت أعلى قمة في أمريكا الجنوبية في شيلي «لاكونطاكوا»، فضلا عن تسلقي أعلى قمة في أمريكاالشمالية سنة 2007، وتسلقي أعلى قمة في إفريقيا، وخضت غمار تسلق جبل «طارق». من له الفضل في ما أنت عليه اليوم؟ أنا إنسان عادي ليس لي أي مدرب مختص، كما هو حال أبطال مثل نزهة بيدوان وهشام الكروج. بدأت عصاميا، وتعلمت عن طريق «الأنترنت» و«اليوتوب». بالعودة إلى سؤالك، أعتبر أن من له الفضل في ما أنا عليه اليوم هم كل الناس الذين تخلوا عني وسخروا مني وضحكوا عندما أخبرتهم عن رغبتي الشديدة وحلمي بصعود أعلى قمة في العالم، وقطعت وعدا على نفسي بأني سأحقق الحلم، وهو ما كان لي في نهاية المطاف. ماذا عن دعم أسرتك؟ أسرتي منعتني من ممارسة رياضة التسلق خوفا على حياتي لأنها رياضة خطرة راح ضحية لها العديد من الرياضيين والهواة. كما هو معلوم، رياضة التسلق مكلفة، هل تتلقى أي دعم مادي من جهات معينة؟ صحيح، حاليا وجدت مساندة ودعما ماديا مهما من طرف مقاولتين مغربيتين، مقابل القيام بإعلان لها. التمويل موجود، ويكفي توفر أمرين أساسيين؛ أولهما الجدية في العمل وثانيهما التحلي بالصبر. تقريبا، ما هي التكلفة التي تطلبها صعودك إلى قمة «إيفريست»؟ مليون درهم. هذه الرياضة مكنتك أيضا من زيارة بعض المناطق النائية، والقيام بعمليات تحسيسية. تحدث لنا عن هذه التجربة؟ أقوم بزيارة مناطق نائية وأزور جمعيات مختلفة، كانت آخرها جمعية «أماني» التي تعمل على إنشاء مركز«التميز» في منطقة «إيملشيل» لتشجيع المواهب الشبابية الصاعدة. الهدف من زيارتي هو تحسيس الشباب بأهمية الرياضة وزرع حقنة أمل فيهم، لأؤكد لهم أن كل شيء ممكن طالما هناك إرادة قوية، وتعجبني جملة أكررها دائما لتشجيع هذه الأجيال الصاعدة: «ربما لم تتمكنوا من صعود إيفريست، لكن تأكدوا أن داخل كل واحد منكم قمة مرتفعة اسمها إيفريست عليه الوصول إليها». غيرت وظيفتي من إطار بنكي لأشتغل ك«كوتش» في المقاولات المغربية، أتحدث عن التجارب التي خضتها وعن أهمية التحفيز في العمل، وكيفيات الربط بين مميزات الرياضي ومميزات القائد والمسير داخل المقاولة، كما أقدم النصائح والإرشادات للأشخاص الذين يرغبون في ركوب سفينة المغامرة. ما هو الحلم أو المشروع المستقبلي لعبد الجليل ناصر؟ الوصول إلى الفضاء.