فصل جديد من فصول حرب المافيات الأوروبية، أبطالها هذه المرة عصابتين من التجار الهولنديين من أصل مغربي، حيث تسبب ضبط شحنة ضخمة من الكوكايين تصل إلى 3 أطنان، في إطلاق حرب مدمرة أسقطت لحد الساعة 17 تاجرا دوليا في المخدرات، 14 منهم مغاربة. وقضت محكمة أمستردام، يوم السبت في هولندا، بالسجن مدى الحياة في حق المتهمين المغربيين (عادل .أ) و(ب .أنور)، بعد إدانتهما في جرائم القتل التي شهدتها أمستردام وعرفت بمجزرة «ستات سليدنبورت» ليلة رأس السنة 2013، بعد إدانتهما في جريمتي قتل والشروع في القتل، وعللت المحكمة فرضها عقوبة السجن مدى الحياة، كونها أثبتت أن الشابين المغربيين أطلقا النار على اثنين من عناصر الشرطة. وقال مصدر مسؤول من نقابة المحامين الهولنديين في تصريح ل» اليوم24»، «إن الأمر يتعلق بجريمة ممتدة، لا تزال إلى اليوم بعض فصولها مستمرة، حيث سقط إلى حدود اليوم 17 متاجرا دوليا في المخدرات أغلبهم مغاربة هولنديون»، وأضاف المسؤول الهولندي من أصل مغربي، أن الأمر يتعلق بعملية تهريب دولية للمخدرات الصلبة، يقودها مغاربة هولنديون وبلجيكيون، حيث تم تهريب حوالي 3 أطنان من مخدر الكوكايين من أمريكا اللاتينية نحو هولندا في عملية كبيرة شاركت فيها المافيا المغربية بهولندا، وتورط فيها أفراد من الجمارك البلجيكية تتم محاكمتهم الآن، لكن حجز السلطات الأوروبية الشحنة الضخمة في مدينة أونفيرس البلجيكية جعل اتهامات تتبادل بين عناصر العصابتين، ما تسبب في إطلاق حمام الدم هذا..». واعتمدت المحكمة الهولندية على شهادة معترف بها لأحد عناصر العصابة، إضافة إلى أدلة المعمل الجنائي، وآثار الحمض النووي، وشظايا زجاج السيارات، التي أثبتت إطلاق المتهمين النار من رشاش كلاشنيكوف على الشرطة، وإسقاط عدد من القتلى والجرحى بما يزيد عن 350 رصاصة.. المتهمان عادل وأنور عبرا عن غضبهما لحظة إطلاق الحكم، واعتبرا أن المحكمة تجاهلت أدلة البراءة واعتمدت كل ما يدينهما، مؤكدين أنهما سيستأنفان الحكم، وطالب المدعي العام الهولندي بأقصى العقوبة للمغربيين لأنهما أطلقا النار على الشرطة، فضلا عن اتهامهما بقتل يوسف الخرف وسعيد اليزيدي، وأيضا، تنفيذ ثلاث محاولات اغتيال، استهدفت إحداها اثنان من رجال الشرطة، ومحاولة اغتيال مغربي آخر يُدعى «بنعافو»، الذي قدم شهادة أمام المحكمة، فيما لا يزال هناك عدد من المجرمين المتورطين الآخرين في حالة فرار. فيما تتم محاكمة عنصر آخر يُدعى (حمزة. ب) في المغرب. وأكد المصدر ذاته أن المتورطين شباب من أصل مغربي لا يتجاوز عمرهم 22 سنة، منبها إلى أن الحرب لم تتوقف، وأن حسابات إجرامية تجري بسبب القيمة الهائلة للشحنة المُصادرة، ما جعل مسلسل الانتقام ينطلق، والذي سقط آخر ضحاياه في مارس الماضي.