لأزيد من ثلاثة أسابيع، تعيش شعبة الكيمياء بكلية العلوم بأكادير وضعا استثنائيا إثر إقدام طلابها على إخراج كراسي القاعات والمدرجات إلى ساحة الكلية احتجاجا على ما سماه الطلاب «الوضع الكارثي، حيث الاكتظاظ والنقص الحاد في الأساتذة». ولا يزال طلاب شعبة الكيمياء في اعتصام مفتوح بساحة كلية العلوم إلى حدود زوال اول أمس الاثنين، في وقت حل فيه الوزير لحسن الداودي بسوس امس الثلاثاء لترؤس افتتاح أشغال المنتدى الدولي للتراث. وربط بيان لأساتذة شعبة الكيمياء، تلقت «اليوم24» نسخة منه، ذلك ب» الخصاص الحاد الذي تعرفه الكلية في الأطر التربوية والتقنية منذ السنوات الثلاث الأخيرة، الذي بلغ ذروته في هاته السنة الجامعية». وأضاف بيان الأساتذة نفسه أن «الخصاص في الأساتذة يقدر ب32 أستاذا باحثا لتغطية فقط 65 في المائة من مجموع الحصص المنصوص عليها في دفتر التحملات، في الوقت الذي تضم فيه الشعبة اليوم 52 باحثا وملحقين تربويين اثنين يؤطران حوالي 11 ألف طالبة وطالبا» يدرسون بسنواتها الثلاث. وأكد بيان الأساتذة أن «الخصاص الكبير كان موضوع رسالتين إلى عميد كلية العلوم بتاريخ 26 مارس 2015، وقبله إلى رئيس الجامعة بتاريخ 21 يوليوز 2014». وذكر بيان الأستاذة «أن رئيس شعبة الكيمياء وطيلة الأسدس الأول ما فتئ يذكر مجلس المؤسسة في اجتماعاته بهذا الخصاص، وبما ترتب عن ذلك من مشاكل عويصة قد تهدد بشكل جدي السير العادي للدراسة بداية الأسدس الثاني من هذا العام». وقدم البيان نفسه عددا من المؤشرات، من قبيل «تغطية 90 في المائة فقط من الدروس التوجيهية، وتعذر كليا تغطية حصص الأشغال التطبيقية، وكذا تأطير مشاريع نهاية الدراسة بالنسبة لسنة الإجازة، وحدد الخصاص فيما يناهز 13 ألف ساعة عمل». واعتبر الأساتذة أن «أي تأخير في إيجاد الحلول الناجعة يضر كثيرا بمصلحة الطلاب، ولا يخدم إطلاقا مصالح المؤسسة والجامعة». وطالبوا «بإلحاح شديد تمكين الشعبة من المناصب المالية الكافية برسم سنة 2015، حتى يتسنى لهم مزاولة مهامهم في ظروف طبيعية، ومن أجل تكوين جيد للطلبة»، معبرين عن «استعدادهم لبذل المزيد من التضحيات مراعاة لمصلحة الطلاب، وإيجاد مخرج للوضع الحالي، وفي إطار ما هو ممكن». ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق إلى حدود كتابة هذه الأسطر، رغم تداول ذلك في اجتماع لأساتذة شعبة الكيمياء عقد صبيحة اول أمس الاثنين بكلية العلوم. كما أن تدخل تدخل رئيس جامعة ابن زهر لاحتواء الوضع، في اجتماع مماثل عقد مؤخرا بمقر الرئاسة، بحضور نواب الرئيس وعميد كلية العلوم ونوابه، واللجنة الممثلة لشعبة الكيمياء، لم يخرج بأي حل توافقي يكفل مصلحة الطالب والأستاذ». وخلص الاجتماع إلى «ضرورة استئناف الدراسة لاستدراك ما ضاع من حصص دراسية، والالتزام بتزويد الكلية بالعدد الكافي من الأساتذة، وفتح باب الانتقال أمام أساتذة الكلية المتعددة التخصصات بتارودانت للانتقال إلى كلية العلوم بأكادير»، غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق.