يبدو أن شبكات تهريب المخدرات تقوت بشكل جعلها اليوم قادرة على تشغيل ربابنة محترفين لقيادة المروحيات التي تخصص لنقل الحشيش المغربي إلى جنوب إسبانيا. يبدو أن بارونات المخدرات بشمال المغرب، ونظراءهم في الجنوب الإسباني، بدؤوا يستعينون، في عمليات التهريب التي تستعمل فيها المروحيات، بطيارين محترفين هاربين من الخدم العسكرية خاصة بأوروبا الشرقية، والتحقوا بشبكات تهريب المخدرات للعمل ضمنها كربابنة مهمتهم ضمان نقل الحشيش المغربي إلى جنوب إسبانيا. هذا المعطى الجديد كشفته التحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية الإسبانية بشأن عملية سقوط المروحية قبل نحو أسبوع، التي كانت محملة بطن من الحشيش، قدمت من إحدى مدن شمال المغرب. التحقيقات التي تقودها فرقة مكافحة المخدرات تقول إنها تبحث في فرضية وجود طيارين عسكريين يزيد عددهم عن 20 شخصا يوجدون في مدن الجنوب الإسباني، ويشتبه في أنهم يعملون لصالح شبكات المخدرات بين المغرب وإسبانيا. وبحسب المعطيات التي نشرتها وسائل إعلام إسبانية، فإن الطيار العسكري الألباني الذي حمل الحشيش من إحدى القرى بإقليم الفحص أنجرة، ونقلها إلى قرية أخرى بمدينة ملقا الإسبانية، فر من بلاده دون أن يطلب إذن السفر، والشيء نفسه فعله زملاؤه من قبل، وقد نفذوا عمليات تهريب كثيرة. ويتوفر هؤلاء على خبرة مهنية تساعدهم على تمويه الرادارات وأجهزة الرصد، سواء المغربية أو الإسبانية، وقد نفذوا عملياتهم بنجاح. وكانت حادثة سقوط المروحية، التي أدت إلى وفاة الطيار الألباني، هي التي دفعت المحققين إلى البحث عن ربابين ألبان آخرين موجودين في مدن الجنوب. من جهتها، قالت وسائل إعلام إسبانية إن استقطاب هذا النوع من الربابين يؤكد أن بارونات المخدرات مستعدون لتوفير جميع الوسائل لنجاح عمليات التهريب، لاسيما وأنه في الآونة الأخيرة أحس هؤلاء المهربون بأن الأجهزة الأمنية، سواء المغربية أو الإسبانية، بدأت تحاصرهم حتى على مستوى الجو، باعتماد آليات وتقنيات متطورة تمكن من رصد أماكن شحن المخدرات إلى أن تصل إلى المنطقة، حيث ستقوم بإفراغ البضاعة. وكان من نتائج هذه العملية أن تم ضبط مروحيتين بإقليم إشبيلية قبل أشهر، وأعلنت يومها السلطات الإسبانية أنها كانت تراقب المروحيتين بتنسيق كامل مع السلطات المغربية إلى أن تم حجزها. وبات مهربو المخدرات يقتصرون في السنوات الأخيرة على وسيلتين رئيسيتين لنقل المخدرات من المغرب إلى إسبانيا، الأولى هي شاحنات النقل الدولي، وهي مستمرة لحد الساعة، ثم المروحيات، التي تقدر السلطات أن ما لا يقل عن مروحيتين في الشهر تخترقان الأجواء المغربية من أجل شحن المخدرات، ثم تعود إلى الأجواء الإسبانية، ولا تتعدى هذه العملية أكثر من ست دقائق.