شهد سوق المواشي حي بنسودة بفاس، صباح هذا اليوم، حالة من الفوضى العارمة والانفلات الأمني، بعدما أعلن عدد من المواطنين الحرب والتمرد ضد "الشناقة " بسبب الارتفاع المهول لأسعار الماشية. وتبعا لذلك، عرفت ساحة السوق مواجهات دامية بالحجارة بين "الشناقة " و"الكسابة" القادمين من الأطلس المتوسط من جهة، وبين المتسوقيين الفاسيين من جهة أخرى، والذين توافدوا منذ الساعات المبكرة لصباح اليوم للسوق، أملا منهم في إيجاد أضحية مناسبة لقدرتهم الشرائية، غير أن المضاربين والشناقة كانت لهم كلمة أخرى، بحيث رفعوا سقف الأسعار مما اثر، وبشكل كبير على القدرة الشرائية لأغلب المتسوقين. وأفرز هذا الوضع موجة غضب عارمة في صفوف المتضررين أدت الى انفلات امني خطير، سقط على إثره جرحى من الجانبين، كما انتعشت عمليات السرقة، بحيث فقد بعض الباعة عشرات من رؤوس الماشية. كما أفادت بعض المصادر بأن أسعار الماشية وصلت مستويات قياسية بجميع أسواق مدينة فاس، حيث وصل ثمن أصغر وأرخص خروف بالسوق صباح اليوم إلى 2000 درهم، وهو ما جعل البعض يثور في وجه "الشناقة". وامام حدة المواجهات، صارت وجهة الكثير من المواطنين هي مدينة الحاجب، على أعتبار انها الأقرب لعدد كبير من سكان مدينة فاس، للحصول على أضحية العيد بأثمنة مناسبة بعيدا عن جحيم الأسعار التي فرضها "الشناقة" بمدينة فاس.