لم تفلح محاولات الحكومة الفرنسية في امتصاص تهدئة غضب الفلاحين الذي اتسع اليوم الأربعاء، والذي طال عدة دول أوربية احتجاجا على ارتفاع تكاليف الإنتاج والمعايير البيئية والوقود والمنافسة غير العادلة، خاصة بعد ازدياد دعم المحاصيل الأوكرانية. ومن ألمانيا إلى هولندا، مرورا بفرنسا وإيطاليا وحتى بلجيكا، اتحد العاملون في قطاع الزراعة للضغط على الاتحاد الأوربي ومطالبته بإيجاد حلول فعالة لسياساته بشأن الضرائب على الديزل، والحد من انبعاثات النيتروجين، والحد من استخدام المبيدات الحشرية. وقام فلاحو فرنسا منذ الاثنين المنصرم بإغلاق العديد من الطرق السريعة المؤدية إلى باريس بجراراتهم، مما تسبب في أزمة اجتماعية جديدة بعد عام من تعديل مثير للجدل لنظام التقاعد. وتقدم صباح اليوم الأربعاء، الفلاحون بجراراتهم نحو مدينة ليون في محاولة لتطويق ثالث مدينة في فرنسا. وارتفعت حدة التوتر في الضاحية الجنوبية لباريس حول سوق رونجيس، أكبر سوق للمنتجات الطازجة في العالم والذي هدد فلاحون بتطويقه، وتم توقيف 18 منهم بالقرب من هذا الموقع الحيوي لإمداد منطقة باريس. ورغم تدابير الدعم، بما في ذلك إلغاء الزيادة الضريبية على الديزل الزراعي، وتقديم مساعدة لمنتجي النبيذ بقيمة 80 مليون يورو، إلا أن الحكومة فشلت في تهدئة الغضب وتحاول التحرك على الجبهة الأوربية. وتوجه وزير الزراعة مارك فيسنو إلى بروكسل الأربعاء، لبحث "الحالات الأوربية الطارئة" مع شركائه، بينما يتبلور الغضب حول السياسة الزراعية المشتركة للدول السبعة والعشرين، والتي يعتبرها البعض منفصلة عن الواقع. وقدمت المفوضية الأوربية تنازلات الأربعاء حول أمرين يثيران استياء المزارعين، فقد اقترحت بالنسبة للعام الحالي منح إعفاء "جزئي" من إراحة الأرض الإلزامية التي تفرضها السياسة الزراعية المشتركة، وتدرس آلية للحد من الواردات الأوكرانية، وخاصة الدواجن.