فإن نسبة مشاهدة الأولى تراجعت من 10,1 في المائة خلال رمضان الماضي إلى 6,8 في المائة خلال النصف الأول من شهر رمضان الحالي وهو ما تراجعا قياسيا لنسبة المشاهدة بالنسبة للقناة الأولى. وأظهرت نفس الأرقام على أن الأولى تحوز فقط على نسبة 6,3 في المائة فقط من حصة المشاهدة خلال وقت الذروة أي أثناء الإفطار، وهو الرقم الذي لم يسبق للقناة الأولى أن انحدرت إليه خلال السنوات الماضية، هذه الحصة تترجم العدد الضعيف للمشاهدين للأعمال التي تقدمها القناة الأولى ذلك أن سلسلة "بنت" الناس الذي تعرضه القناة الأولى قد احتل صدارة الأعمال التي يتم مشاهدتها في الأولى وذلك بحوالي مليون و800 ألف مشاهد، وهو رقم هزيل جدا مقارنة مع القناة الثانية التي تستقطب من خلال سلسلة "كنزة في الدوار" أكثر من 10 ملايين مشاهد. ومن الأرقام الدالة على أن تراجع نسبة مشاهدة الأولى غير مرتبط بالأعمال الرمضانية التي تقدمها هذه القناة، فإنه حتى الأخبار المسائية التي كانت تستقطب أكثر من 4 ملايين مشاهد أصبح يشاهدها مليون شخص فقط، وهو ما يؤشر على أن القناة العمومية التي تقوم بتقديم الخطاب الرسمي لم تعد ناجحة حتى في هذا الدور، في المقابل فإن نشرة الأخبار في القناة الثانية يشاهدها حوالي 4,5 مليون مشاهد. وإذا كانت القناة الأولى تعيش أسوء أيامها من حيث نسبة المشاهدة دون أن نسمع أي تحرك للقائمين على قطاع الإعلام العمومي، فإن القناة الثانية تعيش أفضل أيامها على الأقل خلال 15 يوم الأولى من شهر رمضان، حيث تمكنت القناة الثانية من حيازة أكثر من 63 في المائة من حصة المشاهدة خلال أوقات الذروة، و43 في المائة طيلة فترات اليوم وهي تقدم قياسي لم يسبق للقناة الثانية أن وصلت إليه. وقد انتقلت حصة القناة الثانية من 53 في المائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية إلى 61 خلال هذه السنة في وقت الذروة الذي يتزامن مع الإفطار، كما ارتفعت حصة القناة الثانية من المشاهدة خلال مختلف فترات اليوم من 40 في المائة خلال رمضان السنة الماضية إلى 43,5 في المائة خلال رمضان هذه السنة. وقد جاءت سلسلة "كنزة في الدوار" في المرتبة الأولى من حيث نسبة المشاهدة وذلك بأكثر من 10 ملايين مشاهد، في حين جاءت الكاميرا الخفية "جار ومجرور" في المرتبة الثانية بتسعة ملايين و886 ألف مشاهد، ثم في المرتبة الثالثة سلسلة "الكوبل" بتسعة ملايين و500 ألف مشاهد. وقد فسر بعض المراقبين نجاح القناة الثانية على حساب تقهقر القناة الأولى، بكون القناة الثانية قد استبقت شهر رمضان بالتسويق لأعمالها عبر الجرائد ووسائل الاتصال الاجتماعي والإذاعات، في حين أن مسؤولي القناة الأولى لم يقوموا بأي مجهود يذكر للتعريف بالأعمال التي سيقدمونها للمشاهد خلال الشهر الفضيل. وبصفة عامة فإن القنوات المغربية قد استقطبت 58,3 في المائة من نسبة المشاهدة خلال شهر رمضان في حين أن القنوات الأجنبية قد جذبت 41,7 في المائة من المشاهدين المغاربة.