أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الأربعاء، أن 73 مهاجرا على الأقل في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم لقوا حتفهم بعد غرق قاربهم قبالة سواحل ليبيا التي تمثل مركزا للهجرة غير النظامية من إفريقيا. وأفادت الوكالة الأممية في بيان بأن "سبعة ناجين عادوا إلى الشواطئ الليبية في ظل ظروف صعبة للغاية هم حاليا في المستشفى"، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر الليبي والشرطة عثرا حتى الآن على 11 جثة. أبحر القارب الذي كان يقل 80 شخصا من قصر الأخيار، على بعد حوالى 75 كلم شرق العاصمة طرابلس، متوجها إلى أوربا. وأكد فرع الهلال الأحمر في المنطقة التي تشمل قصر الأخيار في منشور على صفحته ب"فايسبوك" أرفقه بصور، أن فرقه انتشلت 11 جثة. لكن السلطات الليبية لم تدل بأي تعليق بشأن غرق القارب. وذكرت المنظمة أن المأساة الأخيرة ترفع عدد الوفيات في وسط البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع العام إلى 130 شخصا. وسجلت في هذا الطريق أكثر من 1450 حالة وفاة عام 2022. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة بأن "منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط لا تزال أكثر معابر الهجرة البحرية فتكا في العالم، حيث تشهد أكبر عدد من الوفيات كل عام"، مشددة على أن الوضع "لا يطاق". وأضافت "هناك حاجة لتحرك ملموس من الدول لزيادة إمكانيات البحث والإنقاذ ووضع آليات واضحة وآمنة للنزول ومسارات آمنة ومنظمة للهجرة لخفض عدد الرحلات الخطيرة". في مطلع يناير الماضي، نددت عدة منظمات غير حكومية دولية تشارك في عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط برغبة الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة "في إعاقة تقديم المساعدة للأشخاص المنكوبين". وأشارت المنظمات إلى تداعيات المرسوم الذي يلزم السفن بالإبحار "دون تأخير" إلى ميناء إيطالي بعد كل عملية إنقاذ وإلزامها بالرسو في موانئ بعيدة للغاية، ما يحد من قدراتها على تقديم المساعدة. وتعد إيطاليا منذ سنوات واحدة من البوابات الرئيسية للهجرة عن طريق البحر من إفريقيا إلى أوربا مع عدد قياسي من الوافدين ناهز 180 ألفا عام 2016. وتأمل روما خصوصا في إنشاء آلية إعادة توزيع تلقائية للمهاجرين الذين يصلون إلى أراضيها، لكن هذه الفكرة تواجه مقاومة شديدة من العديد من دول الاتحاد الأوربي. خلال زيارتها إلى طرابلس في نهاية يناير الفائت، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن اتفاق ثنائي ل"بذل المزيد من الجهد لمواجهة الهجرة غير الشرعية" من الساحل الليبي، مشيرة إلى أن هذه مشكلة "لا تهم إيطاليا فقط بل وأوربا أيضا". جراء الفوضى التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، صارت ليبيا طريقا مفضلا لعشرات الآلاف من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء والدول العربية وجنوب آسيا الذين يسعون للوصول إلى أوربا. على صعيد متصل، أعلنت المنظمة الإنسانية غير الحكومية "إس أو إس المتوسط"، الثلاثاء، أن سفينة الإنقاذ "أوشن فايكنغ" التي تستأجرها، أنقذت 84 مهاجرا على متن قارب مطاط "محمل فوق طاقته" قبالة سواحل ليبيا. وقالت المنظمة التي تتخذ مقرا في مدينة مرسيليا الفرنسية، إن من بين المهاجرين "58 قاصرا غير مصحوبين بذويهم" وأن "كثيرا من الناجين يعانون من الجفاف وانخفاض درجة حرارة الجسم".