واجه رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران، سؤالا محرجا في مقابلة أجراها مع قناة الحرة موقع راديو سوا خلال زيارته للولايات المتحدةالامريكية، يتعلّق بالموقف من الوضع السياسي داخل مصر. ففي الوقت الذي يعبّر فيه حزب العدالة والتنمية عن موقف رسمي داعم للاخوان المسلمين ورافض للنظام الجديد الذي أقامه المشير عبد الفتاح السيسي، معتبرا إياه نتيجة انقلاب عسكري؛ تجنّب ابن كيران الادلاء بأي موقف تجاه الوضع المصري بصفته الحكومية. وحسب موقع راديو "سوا" الذي نشر مضامين المقابلة في انتظار بثها عبر قناة الحرة في وقت لاحق من اليوم الجمعة؛ ردّ رئيس الحكومة عن سؤال تقييمه للفترة التي قضاها الاخوان المسلمون في حكم مصر، بالقول إن "هذه مرحلة انتهت. الناس الآن في محنة، وأنا لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع، لكن يمكن أن نشير إلى أن لتقييم هذه المرحلة لابد أن تمر مرحلة تتضح فيها الأمور ويتضح بالضبط ما الذي وقع. تعرفون أنه بالنسبة للدول المهم هو أن تحرج من الأزمات التي تعاني منها، وهذا ما نتمنى اليوم لمصر". وعما إن كانت لديه نصيحة يوجهها للاخوان المسلمين في مصر، اعتذر ابن كيران قائلا: "لا سامحني، كرئيس حكومة في دولة منفصلة لا يمكن أن اقدم أي نصيحة لجهة أخرى". وشدّد رئيس الحكومة المغربية في محاولة للالتزام بالموقف الرسمي للمغرب، إن مصر اليوم هي "الدولة المصرية"، وأن "شعبها شقيق كل ما نرجوه لمصر هو أن تتجاوز هذه الأزمات وتخرج من بسلام لصالح كافة أبنائها". وعن علاقة حزب العدالة والتنمية بالاخوان المسلمين، وبعدما اعترف بكون "مدرسة الإخوان المسلمين هي المدرسة الأولى التي اشتغلنا فيها"، عاد ابن كيران ليؤكد على الفصل التام بين التيار الذي ينتمي اليه وبين تنظيم الاخوان المسلمين، "لم ننتمي في يوم من أيام حياتنا لهذه المدرسة كتنظيم"، يقول ابن كيران، مضيفا أنه ينتمي الى "حركة نشأت في المغرب بطريقة مستقلة وباجتهادات خاصة في مختلف المجالات. وأبدا لا ننتمي إلى تنظيم الإخوان. إطلاقا". علاقتي جيّدة باليهود المغاربة في ردّ عن أسئلة تتعلق باليهود المغاربة، قال عبد االه ابن كيران إن اليهود سبقوا المسلمين إلى المغرب. "فقد وجدوا في المغرب منذ ألفي سنة تقريبا، والمسلمون منذ 14 قرنا. ورغم بعض الاحتكاكات جعل المسلمون من مسؤوليتهم حماية الأقلية اليهودية، وكان 10 في المئة من الساكنة قبل الاستقلال من اليهود". وذكّر ابن كيران بأن اليهود حين فروا من الأندلس "لم يجدوا مستقرا غير المغرب، وبالإضافة إلى اليهود الذين كانوا عندنا بطريقة طبيعة كان عندنا في كل مديرة حارة لليهود نسميها "الملاح". ولما هاجر اليهود إلى فلسطين بقيت نسبة منهم تعيش في أحسن الأحوال متفاهمين مع باقي الساكنة، هم الان لا يصلون إلى 5 في المئة، وعلاقتي بهم شخصيا طيبة جدا باعتبارهم مواطنين مغاربة". أحرص على علاقة جيدة مع الملك على غرار باقي خرجاته الاعلامية والسياسية داخل المغرب، لم تخلو الخرجة الاعلامية لابن كيران في الولاياتالمتحدةالامريكية من دفاع عن علاقة. "التعاون" مع المؤسسة الملكية بدل علاقة الصراع. وأوضح رئيس الحكومة أن حزبه ليس حزبا حاكما في المغرب، "هذا حزب يترأس الحكومة فقط، ورئيس الدولة المغربية هو جلالة الملك، وفي نفس الوقت هو أمير المؤمنين القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية. فالصلاحيات الأساسية للحكم توجد بيد المؤسسة الملكية. نحن نترأس الحكومة ولدينا صلاحيات محددة في الدولة". وفي وصفه للعلاقة التي تجمع حزبه وحكومته بالملك، قال ابن كيران إنها "جيدة جدا"، مضيفا أن "الملكية في المغرب شيء تقليدي وقديم. هذه الأسرة حكمتنا لمدة أربعة قرون. والمغاربة معجونون مع الملكية، يفهمونها ويستوعبونها كنظام لهم، ولا يمكن أن ينجح المغرب بدون تعاون بين المؤسسة الملكية والبرلمان والحكومة. وهذا هو توجهنا: أن تكون علاقتنا مع المؤسسة الملكية على أفضل ما يرام، وخصوصا أنا. لقد قلت للمغاربة بكل وضوح منذ أن عينني جلالة الملك، إذا كان المغاربة يبحثون عن رئيس حكومة يصطدم بملكهم بسبب الصلاحيات وبغيرها فليبحثوا عن شخص آخر. أنا لا أصلح لهم إذن. لا يعني هذا أننا لا نراجع الملك. نحن نراجعه ونتحدث إليه". حديث قال ابن كيران إن يتم بالأدب اللازم "وفي إطار ودي، والحمد لله الأمور كلها تسير بطريقة جيدة". وضرب رئيس الحكومة المثال بما قال إنه خلاف وقع حول من يشرف على الانتخابات امحلية المقبلة، "وقام جلالة الملك وحسم الأمر لصالحي". وبعد اعترافه بمواجهة انتقادات كثيرة تتهمه بتقديم تنتزلات كثيرة عن صلاحياته الدستورية، أضاف ابن كيران أنه و"حين أذكرهم أنه من الناحية الدستورية هو رئيس الدولة وأن صلاحياته واضحة في الدستور لا يجدون جوابا. وأنا على كل حال أقول: النصوص مهمة، لكن روح العمل الودي مع جلالة الملك أهم بكثير من أن يكون النص لهذه الجهة أو للأخر". لا وجود لاعتقالات بسبب القناعات السياسية نفى رئيس الحكومة إن تكون في المغرب اعتقالات بسبب القناعات السياسية، موضحا أن "هناك أشخاص لديهم أفكار سياسية ويقعون في مخالفات". وبعدما قال إن "المغرب ليس هو سويسرا. هذا صحيح". عاد ليقول إنه يتحدى أي شخص أن يخرج ويعطي حالات أشخاص نزلوا إلى الشارع وعبر عن رايه وتم اعتقالهم. "بطبيعة الحال حينما يتم خرق القانون، فهذا شيء آخر. والمغاربة يكتبون وينتقدون من بدا لهم، خصوصا رئيس الحكومة الذي ينال النصيب الأكبر من هذه الانتقادات". نقلا عن موقع "راديو سوا"