صور: عبد الله آيت الشريف أحرز الجيش الملكي لقبه 12 في مسابقة كأس العرش، عقب انتصاره على المغرب التطواني بثلاثية نظيفة، في المباراة النهائية التي جرت أطوارها اليوم السبت، على أرضية ملعب أدرار بأكادير. وبدأت الفرجة في المدرجات، خصوصا من قبل الجماهير الحاضرة من تطوان التي أبدعت في تشجيع فريقها، فيما دخلت نظيرتها العسكرية في شغب فيما بينها، قبل أن تهدأ الأوضاع وتعود الأمور إلى مجاريها، ويتحول الاهتمام إلى رقعة الميدان، مباشرة بعد صافرة الحكمة بشرى الكربوبي. ولم تنتظر الحكمة الكربوبي إلا أربع دقائق لكي تشهر البطاقة الحمراء في وجه اللاعب حمزة حنوري، بعد تدخله العنيف ضد الحارس أيوب لكرد، علما أن اللاعب غادر والدموع في عينيه، فيما احتجت الجماهير التطوانية بشدة على بشرى، جراء بدايتها اللقاء ببطاقة حمراء من شأنها أن تؤثر على نسق اللقاء. واستؤنفت المباراة بعد ذلك وسط أداء لا بأس به، لتبقى الفرجة مرهونة في المدرجات، التي عرفت حضور الجماهير السوسية، التي شجعت نظيرتها التطوانية، فيما بقي الأداء متوسطا بين الفريقين، بالرغم من أن المغرب التطواني يلعب منقوص العدد منذ الدقيقة الرابعة. ولم تتح فرص حقيقية للتهديف للجانبين، ما جعل الكرة تنحصر أكثر في وسط الميدان، مع الاعتماد على الكرات الطويلة، والانسلالات عبر الأجنحة في بعض الفترات، دون تشكيل أية خطورة من الطرفين على الحارسين، لتنتهي بذلك الجولة الأولى كما بدأت على وقع البياض. وعرفت المنصة الشرفية لمركب أدرار بأكادير، حضور عدة شخصيات وازنة، على رأسها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، إلى جانب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع. ودخل الجيش الملكي الجولة الثانية مندفعا منذ البداية، بغية تسجيل هدف التقدم واستغلال النقص العددي، الذي يعاني منه المغرب التطواني منذ الدقيقة الرابعة من الشوط الأول، إلا أنه اصطدم بدفاع تطواني متراص، رفقة حارسه يحيى الفيلالي، الذي كان سدا منيعا لكل المحاولات العسكرية. واعتمدت الحمامة البيضاء على الهجمات المرتدة، وسرعة لاعبيها خصوصا في التمريرات الطويلة، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، جراء الافتقاد إلى النجاعة الهجومية، والتسرع في التسديد والتمرير، فيما واصل الجيش الملكي مناوراته، لعله يجد الثغرة التي ستمكنه من الوصول إلى شباك الفيلالي، التي بدت مستعصية عليه. واستمر الجيش الملكي في ضغطه العالي، إلى أن تمكن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 55 برأسية اللاعب إديلسون بورغس، تقدم أراح سفين قليلا، وحتم على جريندو أن يطلب من لاعبيه الاندفاع بغية تعديل النتيجة، بالرغم من النقص العددي الذي يعاني منه الفريق التطواني، فيما تحولت الفرجة مجددا إلى المدرجات، خاصة تلك التي تضم الجماهير العسكرية، التي قدمت الدعم لفريقها بعد تسجيله للهدف الأول. وفي الوقت الذي كان يبحث المغرب التطواني عن التعديل، تفاجأ بهدف ثانٍ يدخل مرماه، بعدما تمكن الجيش الملكي من تسجيله في الدقيقة 65 بقدم آدم النفاتي، من تسديدة قوية من داخل مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للحارس الفيلالي في التصدي، لتتواصل بعدها المباراة بين الفريقين في شد وجذب، من أجل إضافة الهدف الثالث من قبل العساكر، ولتقليص الفارق من طرف الحمامة البيضاء. وكاد المغرب التطواني أن يقلص الفارق في الدقيقة 72، لولا التدخل الجيد للحارس لكرد، الذي أبعد الكرة إلى بر الأمان، مانحا لأبناء جريندو ضربة زاوية لم تغير أي شيء، قبل أن تتحول الكرة إلى هجمة مرتدة للجيش الملكي لم تسفر عن أي جديد. وظل المغرب التطواني يبحث عن تقليص الفارق من خلال المحاولات التي أتيحت له، علما أنه كان قريبا من ذلك في أكثر من مناسبة، لولا التسرع في التسديد أو التمرير، إلى جانب الوقوف الجيد للحارس لكرد، فيما كان الجيش الملكي يحاول مباغتة التطوانيين بهدف ثالث يقضي على أحلامهم بصفة نهائية، وهو ما تمكن منه في الدقائق الأخيرة بفضل اللاعب عبد الإله اعميمي، لتنتهي المباراة بانتصار العساكر بثلاثية نظيفة على أبناء جريندو، متوجين بذلك بلقب كأس العرش للمرة 12 في تاريخهم.