أعلن التحالف الذي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، مساء الثلاثاء، أنه سيوقف عملياته العسكرية في هذا البلد اعتبارا من صباح الأربعاء وطوال شهر رمضان، وذلك عشية انطلاق مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي. ويأتي قرار التحالف وقف عملياته العسكرية بعد أيام من إعلان المتمردين الحوثيين هدنة لمدة ثلاثة أيام، في خطوات تعزز من جهود التهدئة في النزاع الذي دخل الأحد عامه الثامن. وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأممالمتحدة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي إعلانه "وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الأربعاء 27 مارس" وذلك "تزامنا مع انطلاق المشاورات اليمنية – اليمنية، وبهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام في اليمن". ويبدأ شهر رمضان مطلع أبريل المقبل. وأوضح المتحدث أن القرار يأتي "استجابة للدعوة المقدمة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بطلب إيقاف العمليات العسكرية". وأضاف أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار وستتخذ كافة الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف المناسبة وخلق البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصنع السلام وإنهاء الأزمة". والأحد، نشر مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ على "تويتر" أنه "منخرط مع كافة الأطراف ويواصل جهوده نحو التوصل لهدنة خلال رمضان". وتنطلق مشاورات للقوى اليمنية في العاصمة السعودية الأربعاء برعاية مجلس التعاون الخليجي رغم غياب المتمردين الحوثيين الرافضين إجراء حوار في السعودية. وكان المتمردون أعلنوا السبت هدنة لمدة ثلاثة أيام وعرضوا محادثات سلام شرط أن توقف الرياض غاراتها الجوية والحصار المفروض على اليمن وتسحب "القوات الأجنبية"، ذلك بعد أن شنوا سلسلة هجمات على السعودية. ولم تعلق الحكومة السعودية ولا التحالف على إعلان الحوثيين للهدنة، فيما شن التحالف غارات على مواقع تابعة للحوثيين في صنعاء بعد ساعات من إعلانهم مبادرة الهدنة. والثلاثاء، قال دبلوماسي سعودي فضل عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس، إن الرياض "تنتظر خطوات جادة من الحوثيين قبل التعاطي مع مبادرة الهدنة"، مشيرا إلى اتفاق تبادل أسرى محتمل خلال الأيام المقبلة. وتزايدت التكهنات بشأن اتفاق محتمل لتبادل الأسرى بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وكان المتمردون أعلنوا مساء الأحد عن التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى. وتشمل الصفقة تبادل 1400 من أسرى الحوثيين مقابل 823 من الطرف الآخر، بينهم 16 سعوديا وثلاثة سودانيين. ومن بين الأسرى أيضا شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.