اختار المغرب تخفيض تمثيليته، في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي المنعقدة اليوم وغدا في العاصمة البلجيكية بروكسل، في الوقت الذي كانت أنظار عدد من الدول تنتظر مشاركة رئيس الحكومة المغربية في الموعد الاقليمي، وعلى رأسهم اسبانيا. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش لم يشارك في القمة الخاصة بالاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي في بلجيكا، ويمثل فيها المغرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة والوفد المرافق له. وحسب بايتاس، فإن "المغرب يتطلع لتحسين وتجديد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي"، مشيرا في ذات الوقت إلى أن هذا التحسين الذي يطمح إليه المغرب "يتم في إطار الثواب التي تحدد العمل الدبلوماسي الوطني". وكان نقاش قد بدأ أمس في وسائل الاعالم الدولية حول مشاركة المغرب في هذه القمة، بعدما تشبثت جبهة "البوليساريو" الانفصالية بالماشركة فيها، ووصل إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" على رأس مجموعة معه إلى بروكسل. الاتحاد الأوربي، كان قد استبق وصول غالي إلى بروكسل الأربعاء، للخروج بتصريحات رسمية للتبرؤ من دعوته لهذه القمة، مؤكدا على أن موقفه لم يتغير بشأن قضية الصحراء، ومشددا على أن أيا من الدول الأعضاء فيه لا تعترف ب"جمهورية" في الصحراء. وردا على سؤال حول إمكانية توجيه دعوة إلى البوليساريو لحضور قمة الاتحاد الأوربي-الاتحاد الإفريقي التي ستفتتح الخميس في بروكسيل، أكد المتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوربي بيتر ستانو، على أن الجانب الأوربي لم يقم بدعوة "البوليساريو". وأبرز أن "النقطة الأساسية التي ينبغي توضيحها تتمثل في كون الاتحاد الأوربي شريك في تنظيم هذه القمة مع الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فإن الاتحاد الإفريقي هو الذي تكلف بتوجيه الدعوة" من الجانب الإفريقي. وسجل أن هذه الدعوة من الاتحاد الإفريقي "لا تغير شيئا من موقف الاتحاد الأوربي"، أي أنه لا يعترف بهذا الكيان، و"لا أيا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي تعترف به". من جهة أخرى، عبرت أزيد من 850 منظمة غير حكومية صحراوية ناشطة في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، عن رفضها الشديد لمشاركة القائد العسكري ل"البوليساريو" في قمة الاتحاد الأوربي -الاتحاد الإفريقي المقرر عقدها يومي 17 و 18 فبراير الجاري في بروكسيل، مثيرة في الوقت نفسه انتباه المسؤولين الأوربيين إلى وضعية السكان الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف.