يحضر المغرب بشكل بارز ضمن فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «الجونة» السينمائي وذلك ضمن عدد من فقراته، بما فيها فقرة التكريم التي مرت في حفل افتتاح هذه التظاهرة الفتية التي ذاع صيتها بالنظر لكم نجوم السينما العرب والأجانب الذين يحضرونها، والذي جرى ليلة الجمعة الماضية، فيما تستمر باقي الفعاليات إلى غاية 31 أكتوبر الجاري. وهكذا، جرى تكريم الممثل المغربي العالمي سعيد التغماوي، الذي تسلم، تقديرا لمساره السينمائي الحافل، «جائزة عمر الشريف» من يد نجم السينما المصري خالد النبوي. وبهذه المناسبة، عرض فيلم تسجيلي قصير عن الممثل المغربي سعيد التغماوي، وهو أيضا كاتب وسيناريست شارك في عدد كبير من الأفلام في فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. وقدم الفنان المغربي الشهير كلمة بالمناسبة عبر فيها عن سعادته، شاكرا اختياره للتكريم، خصوصا أنه من أكثر المحبين والمعجبين بالفنان العالمي الراحل عمر الشريف، وعبر عن ذلك بالقول: «أنا من المعجبين بالفنان الراحل عمر الشريف الذي عملت معه في أحد الأفلام السينمائية، وأفتقد كثيرا صوته»، وأضاف: «لقد كان ممثلا عظيما». كما عرض، خلال حفل الافتتاح، فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية كوثر بنهنية، والذي عرض أول مرة بمهرجان فينسيا بعد عرضه في قسم آفاق. ويحضر المغرب أيضا في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة، وذلك عبر فيلم «ميكا» للمخرج المغربي إسماعيل فروخي في صنف الأفلام الروائية الطويلة، إلى جانب 15 فليما أبرزها «إلى أين تذهبين يا عايدة» للمخرجة البوسنية ياسميلا زبانيتش، والذي شارك في المسابقة الرسمية في الدورة ال77 لمهرجان فينيسيا السينمائي، وفيلم «حارس الذهب» للمخرج الاسترالي رودريك ماكاي. وتشمل لائحة الأعمال المشاركة في المهرجان، فيلم «حكايات سيئة» للمخرج الإيطالي داميانو دينوسينزو، والذي عرض أول مرة عالميا في الدورة ال70 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث حصل على جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو، فضلا عن فليم «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية كوثر بنهنية وفيلم «صبي الحوت» للمخرج الروسي فيليب يورييف. المغرب حاضر أيضا في المهرجان ضمن فعالية «منطلق الجونة السينمائي»، وتمثل مختبرا لتطوير المشاريع والإنتاج المشترك، يوفر الفرص للمخرجين والمنتجين العرب لإيجاد الدعم الفني والمالي اللازم. وضمن مسابقة المشاريع الوثائقية، يمثل المغرب فيلم «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير، وفيلم «الحياة تناسبني جيدا» من توقيع المخرج الهادي أولاد مهند (الأفلام الروائية). ويتكون برنامج المهرجان من ثلاث مسابقات رسمية (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة)، والبرنامج الرسمي خارج المسابقة، إضافة إلى البرنامج الخاص. وتعرض دورة هذه السنة نحو 65 فليما من أهم وأحدث الإنتاجات العربية والدولية، وتصل قيمة الجوائز المقدمة إلى 224 ألف دولار، إضافة إلى الجوائز العينية (جائزة نجمة الجونة، والشهادات). وعلى هامش المهرجان، ستقام حلقة نقاشية تستضيف مجموعة من صانعات الأفلام العربيات، يسلطن الضوء على دور المرأة في صناعة السينما من وجهات نظر ممثلة وناشطة ومخرجة وكاتبة، من أجل إعادة تصور صناعة السينما في المنطقة ودعم صانعات الأفلام من أجل تحدي الوضع القائم، وخلق صناعة سينما مستدامة وإبداعية. كما ستعقد ندوة حول «وسائل الإعلام الرقمية في ضوء جائحة كورونا»، تسلط الضوء على التغييرات التي ألحقتها جائحة كوفيد-19 بوسائل الإعلام التقليدية، بمشاركة عدد من خبراء الإعلام الرقميين الذين سيتحدثون عن تجربتهم في التعامل مع الموقف المتغير الذي سببته الجائحة. وأقام مهرجان الجونة، أول أمس الأحد، ندوة لمبادرة «راويات» لرابطة شقیقات في حب السینما من صانعات الأفلام بمختلف أقطار الشرق الأوسط وشمال إفریقیا ودول المهجر، وهي المبادرة التي تهدف إلي التضامن بهدف خلق مشهد جدید لهم في المنطقة وخارجها. ومن مؤسسات المبادرة من مصر، المخرجة المصرية كوثر یونس، وهي مخرجة مصریة درست الإخراج السینمائي في المعهد العالي للسینما في القاهرة، وخلال عملها مساعدة مخرج، عملت مع العدید من المخرجین المحلیین والدولیین، بما في ذلك یسري نصر االله وموریس سویني وإریك باربییه، وحظي فیلمها الأبرز «هدیة من الماضي» بإشادة. ويعد مهرجان الجونة السينمائي، حسب صناعه، «أحد أهم المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي». وتشمل منصة الجونة السينمائية برنامجين اثنين؛ الأول منطلق الجونة السينمائي، والثاني جسر الجونة السينمائي، ويقدمان الفرص للسينمائيين للتعلم والمشاركة من خلال جوائز مادية وعينية وورش لصناعة الأفلام وحلقات نقاش وطاولات حوار مستديرة، إضافة إلى محاضرات لخبراء صناعة السينما.